أشاد ​العلامة السيد علي فضل الله​ بالدور الذي قامت به ​العشائر​ العراقية لتوحيد الصّفّ والتصدي للجماعات الإرهابية، ورحّب بفكرة الاتحاد العربي للقبائل العربية، داعياً إلى الاجتماع دائماً على أساس قيم العدل والخير ونبذ العصبيات وإطفاء النيران الداخلية في الواقع العربي و​الإسلام​ي.

السيد فضل الله استقبل وفدًا من الاتحاد العربي للقبائل العربية برئاسة حسين آل علي، ضمّ مجموعة من وجهاء العشائر والقبائل العربية في العراق، من عشائر: الخزعلي، شمّر، الجواريين، العلاّق، والسادة العباسيين.

ووضع الوفد سماحته في أجواء الاتصالات التي أجراها مع أمين عام ​الجامعة العربية​ وعدد من المسؤولين العرب، للمّ شمل القبائل والعشائر العربية، وتأسيس "الاتحاد العربي للقبائل العربية"، "من أجل توحيد الرؤية والصف، ودعم القضايا العربية المحقة، ووأد الفتن التي تعصف بالساحة العربية". وتحدث باسم الوفد حسين آل علي، واضعاً سماحته في أجواء نشاط الاتحاد وسعيه لجمع القبائل العربية من السعودية إلى السودان ومصر ولبنان وسوريا والعراق، وأثر ذلك في توحيد الجميع ونبذ الفتن، وخصوصاً تلك التي تلبس اللبوس المذهبي.. كما تحدث الشيخ حزام الجوراني، مشدداً على دعم المرجعيات الدينية لهذا التوجه الذي يصبّ في خدمة العرب جميعاً، مؤكداً الانفتاح على المسلمين جميعاً، مشيراً إلى أنَّ وحدة العرب وقوتهم هي قوة للمسلمين أيضاً.

وتحدَّث السيد فضل الله في الوفد، مشيراً إلى أنّ التنوّع الذي تعيشه الساحة العربية في انتماءاتها العشائرية والقبلية، ينفتح على كلّ معاني الخير عندما نعمل على تطبيق الهدف القرآني: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...}، داعياً إلى أن يكون هذا التعارف على أساسٍ من الوحدة والتماسك ونبذ الفتن، مشيراً إلى كلمة الإمام علي بأنّ العرب أقوياء بالإسلام.

وأشار إلى الدَّور الَّذي قامت به العشائر في العراق، سواء في التصدي للجماعات التكفيرية أو في إعادة اللحمة إلى الواقع العراقي الداخلي، مشيراً إلى أنَّ العشائر العراقية، كالعشائر العربية عموماً، مبنيّة على اللحمة والوحدة في تنوعها المذهبي والديني، وذلك مصدر قوة لها، آملاً أن يؤسس العراق بعد انتصاره على "داعش" و​الجماعات الإرهابية​ لمشروع وحدوي داخلي، لكي يقدم نموذجاً للمنطقة في مواجهة منطق التقسيم والشرذمة والتمزق.

وأضاف: "نحن جميعاً نلتقي على الكثير من القضايا، سواء تلك التي تحمل طابعاً إنسانياً ودينياً سامياً أو تلك التي تحمل طابعاً سياسياً، وندعو إلى العمل لحساب القيم الكبرى التي يحملها الإسلام والمسيحية، وتجسّدها رسالات السماء"، مشيراً إلى قضية ​فلسطين​ التي ينبغي أن تعيد اللحمة إلى واقعنا العربي والإسلامي، ولا سيّما في ظل إعلان الرئيس الأميركي الأخير، كما أن وحدة العشائر العربية ينبغي أن تقوم على قيم العدل والكرامة التي اتسمت بها منذ البداية، وأن يشكل ذلك الحافر الأساسي في دعم قضايانا الكبرى، وعلى رأسها قضية فلسطين، داعياً إلى التمييز بين الوحدة القائمة على أساس الانتصار للعصبيات والأنانيات، وتلك التي تدعو إلى الانتصار للحقّ وقضايا العدل.

وأشاد بمبادرة لمّ شمل القبائل العربيَّة تحت عنوان "الاتحاد العربي للقبائل العربيَّة"، مؤكداً دعم كلّ مبادرات الوحدة والسعي للخير وخدمة قضايا الأمة، لحل مشاكلنا والخروج من الاستنزاف والحرائق التي طال زمنها في سوريا والعراق واليمن وغيرها من المناطق العربية، مشدداً على أننا مع كلّ من يسعى لإطفاء النيران وإصلاح الواقع الداخلي في بلادنا.