ذكرت "​الاخبار​" ان الحديث بدأ في الإعلام عن جهودٍ يقوم بها ​حزب الله​ لوصل ما انقطع بين الحليفين السابقين تيار ​المردة​ و​التيار الوطني الحر​، وعقد لقاءٍ بين النائب ​سليمان فرنجية​ والوزير ​جبران باسيل​.

مصادر سياسية مُطّلعة على أجواء ​بنشعي​ اشارت الى إنّ "داخل المردة جناحاً، يُمثله الوزير ​يوسف فنيانوس​، يرى أنّه في حال الاتفاق على تحالف خماسي في الانتخابات، يجب أن يضم التحالف فرنجية أيضاً"، لذلك يبدو من المتحمسين لعقد مصالحة. وهناك رأيٌ آخر يعتقد بأنّ الظروف السياسية ستتبدّل قبل الوصول إلى موعد الانتخابات، "انطلاقاً من أنّ رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لا يُمكن أن يذهب في خصامه مع السعودية إلى مستوى مُتقدّم". ولكن في الحالتين، ثمة نقطتان أكيدتان تذكرهما المصادر. أولاً، "لا أحد عتلان همّ المردة في دائرة الشمال الثالثة، في حال عدم اقتناع فرنجية بالانضمام إلى التحالف العريض، بسبب القانون النسبي الذي يحميه، على العكس من دورة 2005". والأمر الثاني، "لا يوجد في المدى القريب أي مبادرة مصالحة مع التيار الوطني الحر، أو لقاء بين القيادتين". وتقول بصراحة إنّ فرنجية "لا يريد ذلك قبل الانتخابات النيابية، وهو لن يقوم بالمبادرة لزيارة باسيل حتى لو أدى ذلك إلى خسارته"، رغم أنّ رئيس "المردة" أعلن أمس بعد زيارته الحريري أنّ أبوابه مفتوحة لباسيل ساعة يشاء. وقال إنّه "في الانتخابات النيابية لن نكون بعيدين عن الحريري".

كلّ ما يُحكى عن مصالحة، "لم تتبلغ به المردة مباشرةً". الحديث كان على مستوى "أنّ المصلحة تقتضي أن يجتمع كلّ الحلفاء، لا أكثر من ذلك". ولكن، تبقى الأمور رهن التطورات السياسية. فإذا فرضت الظروف تنسيقاً وتحالفاً بين مكونات ​8 آذار​، أو وجود "المردة" في التحالف الخماسي، "عندئذٍ يجب على حزب الله أن يجد الصيغة للتلاقي بين التيارين". تُقرّ المصادر المُقربة من "المردة" بوجود "مُشكلة لدى الأخير تستوجب حركة مختلفة وطريقة أخرى في التعامل مع الملفات. هناك دورٌ مطلوب من فرنجية عليه أن يؤديه".

مصادر التيار الوطني الحر تبدو أيضاً جازمة وهي تقول: "المصالحة غير واردة حالياً". والسبب؟ "مش عم تركب بيناتن". المقصود بـ"هما" فرنجية وباسيل. لا يُمكن وصف السبب إلا بـ"التافه"، مُقارنةً بالمصلحة الاستراتيجية والسياسية التي تقتضي أن ينزل الرجلان من عليائهما ويقوما بتنازلٍ ما، لإتمام الصلحة. بالنسبة إلى التحالف الخماسي وانضمام "المردة" إليه، تشرح مصادر العونيين أنّ الحديث عن هذه النقطة "لا يزال في إطار النظريات. وحتى لو تم الاتفاق عليه، التحالفات ستكون وفق خصوصية كلّ دائرة. مع المردة، لا يوجد تقاطع ولا مصلحة انتخابية".