أكد النائب ​خالد الضاهر​، خلال مؤتمر صحفي له في منزله في طرابلس، أننا "نحن في لبنان نعيش أزمة سياسية عميقة وتحديات كبيرة، ولا يمكننا ان نتخلى عن مصالح بلدنا لمصلحة المشروع ال​إيران​ي في هذه المنطقة، ولا ان نتخلى عن سيادة البلد وحريته وإستقلاله، وعن دماء الشهداء الذين ارادوا تحرير لبنان من الميليشيات والسلاح غير الشرعي".

واعتبر الضاهر أنه "في موضوع ​فلسطين​ والقدس، علينا في لبنان ان نواجه كل محتل وكل من يعتدي على سيادة لبنان، وان نقف مع أمتنا عندما تعلن مواجهتها للمشروع الإيراني المتوافق مع المشروع الإسرائيلي المحتل للقدس وفلسطين، ولا يمكن ان نصدق هذا المشروع الكاذب الذي سلاحه لا يوجه إلا إلى العرب وإلى صدور ابناء هذه الأمة، لذلك كفى كذبا وتلاعبا بهذه القضية المقدسة، فلتكن سواعد الأمة مع مشروع الحزم، مع ​السعودية​ في مواجهة إيران ومشروعها في المنطقة، حماية لأمننا العربي ولمصالحنا الحيوية ولاستقلال بلدنا".

كما أشار الى أنه "لا شك أن لبنان عاش أزمة خلال الفترة الماضية منذ استقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، هذه الإستقالة التي اتت إستجابة لمصالح لبنان ولأدبيات الحريري الرافض لمشروع إيران ولأدبيات تيار المستقبل وكتلة المستقبل التي كانت دائما ترفض الهيمنة الإيرانية على لبنان وسياسات إيران في المنطقة العربية في ​سوريا​ والعراق و​اليمن​ وغيرها"، معتبراً أن "هذه الإستقالة اتت أيضاً استجابة لمصالح لبنان".

وأعرب عن "ذهوله بأن قوى الثامن من آذار والقوى المتهمة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهداء الوزراء والنواب والمسؤولين الأمنيين اللواء الشهيد وسام الحسن وغيرهم من الصحافيين، كانوا متمسكين بعودة الحريري، وقد عملوا وفق بروباغندا كبيرة جدا لتصوير انفسهم داعمين اساسيين للحريري، وهناك فريق من المقربين من الحريري عمل على التوافق مع هذه النظرة، فإذا بهم يصوبون سهامهم إلى الحلفاء والأصدقاء والأوفياء الذين بذلوا الدماء وهم في خندق واحد مع الحريري ومع نهج الحرية والسيادة والإستقلال".

واعتبر "أننا وجدنا أن هذه التسوية كالتسويات السابقة، كل الكلام وإعلان بعبدا الأول وتسويات النأي بالنفس وغيرها كانت كما قال مسؤول ​حزب الله​ حبرا على ورق بلوها واشربوا ماءها، وبالتالي وجدنا ان العودة عن الإستقالة هي خدمة واضحة لمشروع إيران ومشروع حزب الله في لبنان، والحريري هو مخطوف في لبنان بسلاح حزب الله وبهيمنته على قرار الحريري وعلى مصلحة لبنان وضرب علاقاته بأشقائه"، متسائلاً "والا فما معنى ان يعود الحريري إلى حكومة فيها حزب الله الذي يعتدي على السعودية ويدرب العصابات الإرهابية التي تقوم بالتفجيرات، من ​أنصار الله​ اليمنيين وغيرهم، ويدرب الخلايا في الكويت، خلية العبدلي وغيرها في البحرين واليمن"؟

كما لفت الضاهر الى أنه "لو كانوا صادقين في الحرص على لبنان لأعلن حزب الله انسحابه بموقف واضح من اليمن والعراق وسوريا وسحب سلاحه من الداخل في لبنان وتسليمه للقوى الشرعية من جيش وقوى أمنية، حفاظا على سيادة البلد وحريته واستقلاله وعلى الثقة بالبلد من قبل الدول العربية والخارج"، مشدداً على "أننا نحن في لبنان نطالب اليوم بالعمل على تحرير الحريري من خطفه من حزب الله، لأنه لا يمكننا أن نقبل بأن يكون في خط واحد مع حزب يعادي العرب ويهاجمهم ويعتدي عليهم ويحاول ضرب العلاقات العربية ويسعى لمجيء آلاف المقاتلين والعصابات مما يسمى بالحشد الشعبي والميليشيات الإيرانية والعصابات التابعة للحرس الثوري"، ذاكراً أنه "قد سمعنا من شهر من خلال مسؤولي حزب الله وأمينه العام أن هنالك 160 ألف مقاتل من هذه العصابات والميليشيات جاهزة للمجيء إلى لبنان لقتال إسرائيل".

وتابع بالقول "كفى كذبا على الناس، هنالك القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة ينص على وجود 15 ألف جندي دولي على الحدود مع فلسطين المحتله، و15 ألف جندي لبناني على هذه الحدود لحماية لبنان، وسلاح حزب الله إلى شمال الليطاني"، متسائلاً "فماذا تفعلون بالسلاح غير الاعتداء على اللبنانيين والسوريين واليمنيين والسعوديين والخليجيين"؟

وأوضح الضاهر أنه "لم يعد في استطاعتنا إلا أن نكون مع أمتنا ومع بلدنا، تحرير لبنان واجب علينا نحن اللبنانيين، ولن نقبل مطلقا بأن نخضع ونسلم للمشروع الفارسي الإيراني في المنطقة العربية وفي لبنان، وإذا كان البعض يسلم بتسوية مذلة وخاضعة، فنحن لن نرضى بهذا الموضوع"، معتبراً أنه "هناك مسؤولية لكل لبناني في ان يحفظ بلده وعلاقات لبنان بالعرب وان يكون مع أمته في مواجهة الأعداء، سواء في الوقوف مع فلسطين قولا وفعلا، ليس كما تفعل إيران، تقف مع فلسطين والقدس بالقول وتعتدي علينا في كل البلاد العربية".

كما رأى أن "الحكومة تكذب علينا، هذه الحكومة مخطوفة، واعود وأكرر ان الحريري مخطوف ويعيش تحت وهج سلاح حزب الله وتهديده، ليس هناك من تفسير آخر"، لافتاً الى أنه "عند استقالة الحريري وقف كل الأحرار في لبنان مع هذه الإستقالة، ومن رفضها هم المستفيدون من الحكومة التي تغطي السلاح غير الشرعي والأعمال غير المشروعة والعدائية تجاه العرب وتجاه السعودية والخليج العربي، لذلك علينا في المقاومة الوطنية والإسلامية الدفاع عن لبنان وان نكون في هذا الخط المقاوم للهيمنة الفارسية ولسطوة السلاح غير الشرعي والميليشيات التي تريد العبث بلبنان وامنه واقتصاده ونسيجه الإجتماعي والطائفي".

كما شدد الضاهر على أنه "لا لسلاح غير شرعي، ولا لميليشيات غير شرعية، ولا لأي ميليشيات لا لبنانية ولا حشد شعبي ولا لأي سلاح يضر بالمصلحة الوطنية والعربية، لذلك القوى اللبنانية مدعوة اليوم إلى إعادة توحيد صفوفها وكلمتها والتعاون لاستعادة حق الوطن والمواطن والشعب اللبناني والدولة والمؤسسات التي نفتخر بها من جيش وقوى أمنية، والتي تسعى لحماية لبنان وهي كافية بإذن الله بسواعد ابنائنا القادرين على حماية لبنان في الداخل وعلى الحدود".

وذكر الضاهر "كنت قد عزمت على تأجيل هذا المؤتمر الصحافين ولكن مع تأجيل الحريري مؤتمره لـ"بق البحصة"، عدت إلى عقد مؤتمري، والحقيقة انني تساءلت في ذهني عما سيقوله الحريري"، متسائلاً "هل سيبق البحصة ويكشف قتلة الرئيس رفيق الحريري وشهداء الحرية والاستقلال؟ هل سيبق البحصة برفض وجود الميليشيات العراقية والإيرانية؟ او بإعلان الإستقالة امام هذا التحدي الخطير بوجود الحشد الشعبي في ارض لبنان"؟، معتبراً أن "هذا رد على الحكومة وعلى التسوية الجديدة التي صنعتها الحكومة، رئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي ورئيس الجمهورية والقوى السياسية".

واعتقد أن "البحصة يجب ان تبق في هذا الموضوع، فيقول الحريري كفى لهؤلاء المرتزقة ولهذه العصابات التي تريد الهيمنة على لبنان، او لعل الحريري يقول كما اظن أن علينا ان نعود مع القوى التي وقفت معنا وإلى جانبنا في خندق واحد، من القوات اللبنانية والكتائب والوزير الريفي والنائب السابق فارس سعيد وكل القوى السيادية وحزب الوطنيين الأحرار وكل ابنائنا واهلنا في عرسال والبقاع والشمال والجنوب وجبل لبنان وبيروت المحروسة، بيروت العروبة والوطنية".

وتساءل "هل سيعود الحريري ويبق البحصة بأنه إلى جانب كل الأحرار في لبنان"؟

وختم الضاهر بالقول أن "هذا ما ننتظره في القريب العاجل، اما ان تكون هناك حكومة تضرب مصالح اللبنانيين وتعتدي على حقوقهم وتضرب الدستور والنسيج الوطني وعلاقاتنا بالأشقاء العرب، بالخليج العربي وبالسعودية تحديدا، فهذا ما لا نقبله أبدا، وسنبقى في خط المواجهة مع أعداء لبنان الذين ارادوا ان يكونوا مرتزقة لمصلحة المشروع الإيراني، ولن نقبل بذلك ابدا، واعتقد ان إرادة الشعب من إرادة الله، وسيكون النصر حليفا بإذن الله لهذا الشعب اللبناني المناضل الذي قاتل العدو الصهيوني في جنوب لبنان، وكنا نحن ابناء الشمال في المقدمة ودربنا كل اللبنانيين وكل الشرفاء في هذا البلد".