بعد أن كانت محكمة الجنايات في جبل لبنان قد قررت، في جلستها السابقة، تأجيل جلسة الاستماع في قضية "​​أمير الكبتاغون​"، التي تعود الى العام 2015،حين حاول الأمير السعودي عبدالمحسن ​آل سعود​ و10 من مرافقيه تهريب كميات كبيرة من ​​حبوب الكبتاغون​​، عبر ​​مطار بيروت الدولي​​، عقدت الجلسة الثالثة اليوم، من أجل الاستماع لعبد المحسن، بعد أن كانت في الجلسة السابقة قد استمعت إلى المتهم الآخر في القضية يحيى الشمري.

في جلسة اليوم، قرر "الأمير" التخلي عن بزته الرسمية، مرتدياً سروالاً وكنزة لون أسود وجاكيت من الجلد الأسود، لكن بدت عليه علامات الارتباك على عكس الجلسة السابقة.

في البداية، اعترف "الأمير" بتعاطيه المخدرات لكنه نفى أن يكون مسؤولاً عن نقل حبوب الكبتاغون عبر مطار بيروت الدولي، قائلاً: "في المناسبات أتعاطى حبوب xtc"، مؤيداً الإفادات التي كان قد تقدم بها أمام ​مكتب مكافحة المخدرات​ وقاضي التحقيق، لكنه نفى أن يكون له أي علاقة بيحيى الشمري، لافتاً إلى أن الأخير يعرف وكيله خالد الحارثي، الذي حضر معه إلى بيروت على متن الطائرة نفسها، إلا أنه غادر في اليوم نفسه بسبب مرض والدته.

وأكد "الأمير" عدم معرفته بسبب وجود الشمري في لبنان، لافتاً إلى أنه طلب منه تسديد بدل إيجار سيارات متراكم على عائلته في السنوات السابقة بسبب معرفة "سطحية" تجمعه به عن طريق الحارثي، قائلاً: "كنت برفقة زياد الحكيم ومبارك الحارثي في الفندق نتحضر للخروج إلى سهرة، ولذلك طلبت من الشمري أن يتولى المهمة"، موضحاً أنه لم يطلب من الحكيم القيام بها لأنه عند ذلك سيبقى وحيداً، في حين أن الحارثي يزور لبنان للمرة الأولى.

ورداً على سؤال حول سبب تولي الشمري مهمة تأمين السيارات التي نقلته من المطار، طالما هو ليس وكيله أو مكلفاً بمتابعة أموره في لبنان، قال: "عندما كنا لا نزال في السعودية طلبت من خالد الحارثي إرسال زياد إلى لبنان، لكنه أبلغني بأن يحيى سوف يتولى المهمة لأنه موجود هنا".

بالانتقال إلى الشق الأساسي في هذه القضية، أوضح "الأمير" أنه سلم الشمري جوازات السفر كي ينهي المعاملات في المطار بعد أن أبلغه أن بحوزته "هدايا" يريد أن ينقلها في الطائرة، نافياً أن يكون الشمري وكيل شقيقه أيضاً، مشيراً إلى أنه وافق على نقل "الهدايا" على متن الطائرة الخاصة لأن "هذه هي عاداتنا بحال طلب منا مواطن سعودي لنا معرفة به ذلك".

وأكد "الأمير" أنه تلقى اتصالا هاتفي من الشمري خلال توجهه إلى المطار، يسأله خلاله عن موعد وصوله لأنه أنهى كل الأمور، موضحاً أنه أبلغه بأن الطائرة مستأجرة له ويأتي في الوقت الذي يريده، كاشفاً أن حقائبه تفتش دائماً لكن هو لا يكون حاضراً، نافياً أن يكون الشمري قد أبلغه بوجود أي مشكلة لدى اتصاله به، لافتاً إلى أنه عند وصوله إلى المطار لم يذهب إلى مكان تفتيش الحقائب، بل أن "السكانر" موجودة بالقرب من باب خروج ركاب الطائرات الخاصة، حيث أبلغه المسؤول عن تخليص أوراقه أحمد النابلسي أنه سوف يتم تفتيش الأغراض، قائلاً: "قلت له فلتفتش لا مشكلة في ذلك".

بعد ختام الأسئلة التي كانت توجه له من قبل القاضي، أشار "الأمير" إلى أنه يريد أن يسأل الشمري إن كان يعرف عنوان سكنه في السعودية طالما هو يقول أنه وكيل شقيقه، فأجاب الشمري: "أعرف أن أهله يقيمون في جدة وشقيقه يقيم في جنيف بشكل دائم"، لكنه لا يعرف اسم الشارع أو رقم القصر.

بعد ذلك، أوضح "الأمير" أن ليس لديه ملصقات خاصة يضعها على أغراضه لدى السفر، مشيراً إلى أن العائلة تستخدم تلك الخاصة بوالده، ولا يتم وضعها عندما يكون السفر عبر طائرة خاصة لأن الهدف منها هو عدم فقدان الأغراض، وهي لم تكن موجودة على حقائبه خلال زيارته إلى لبنان.

وفي رده على أسئلة وكيل الدفاع عن الشمري المحامي عماد السبع، أوضح أنه لم يتصل بالشمري قبل زيارته إلى لبنان، بل تحدث إليه خلال اتصال خالد الحارثي به، وسأله عن الفندق الذي يقيم به، حيث أجابه بأنه في فندق "الفور سيزن" وقال أنه "جيد"، موضحاً أن سبب زيارته إلى بيروت هو من أجل قضاء عطلة نهاية الاسبوع.

من جانبه، سأل وكيل الدفاع عن "الأمير" علي مندو الشمري عما كان قد قاله في الجلسة السابقة عن ضغوط تعرضت لها عائلته في السعودية دفعتها إلى المغادرة نحو مصر، فأوضح أن التهديد وصل لوالدته تحديداً، نافياً أن تكون والدته متأهلة من رجل مصري، لكنه أكد أنها تتردد بشكل دائم إلى القاهرة.

وقبل أن تقرر المحكمة تأجيل الجلسة إلى 21-2-2018، أبرز المحامي مندو لائحة بأسماء شهود يريد استدعاءهم إلى المحكمة، وصورة عن حكم صادر عن ​المحكمة العسكرية​ لم يتم الكشف عن مضمونه، كما طلب تسطير كتاب للخطوط الجوية السعودية لتزويد المحكمة ببيانات حول تذكرة سفر الشمري إلى لبنان، وآخر إلى فندق "فور سيزن" لمعرفة تاريخ دخوله وخروجه وشخص آخر إلى الفندق، بالإضافة إلى نسخة عن الفاتورة وكيفية دفعها.