لا صوت يعلو فوق صوت الرفض الفلسطيني في لبنان لاعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب نقل سفارة اميركا من تل ابيب الى القدس الشريف، وان القدس هي "عاصمة ابدية" للكيان العبري المعادي. هذا الاستنفار السياسي والشعبي للقوى والفصائل الفلسطينية وللشعب الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها لاقاه لبنان بموقف رسمي رافض للقرار ومواقف حازمة تؤكد التمسك بالقدس وهويتها العربية والاسلامية والمسيحية وبتصد دبلوماسي مشرف في القاهرة لوزير الخارجية جبران باسيل ولرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اسطنبول امس وكذلك المواقف الحازمة التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد قرار ترامب وفي الايام الماضية. هذه الاجواء السياسية لاقاها الشارع اللبناني ايضاً بانتفاضة عارمة ضد العدوان الاميركي الجديد على القضية الفلسطينية من عوكر الى الضاحية الى بيروت وصيدا وصور وصولا الى حارة حريك ومقر المجلس السياسي في ​حزب الله​ الذي يضج يومياً بلقاءات فلسطينية مع حزب الله ممثلاً بمسؤول الملف الفلسطيني فيه النائب السابق الحاج ​حسن حب الله​.

ويقول حب الله لـ"الديار" ان قرار ترامب الاخير يعزز المطالبة بما تبناه حزب الله ومنذ اللحظة الاولى لتوقيع اتفاق اوسلوفي العام 1993 بأن لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بالعدو ولا يمكن التفاوض على حقوق بديهية للشعب الفلسطيني. ويؤكد حب الله ان العلاقة بين حزب الله وجميع الفصائل الفلسطينية لم تنقطع يوماً وهي مستمرة ومتواصلة وقد تعززت بعد اعلان ترامب الاخير وعقدت لقاءات مكثفة بيننا وبين مختلف قيادات الفصائل الفلسطينية في لبنان وعلى رأسهم حركة حماس وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية وقيادات فصائل تحالف منظمة التحرير وحتى حركة فتح والسفير الفلسطيني اشرف دبور كانا حاضرين في تظاهرة الضاحية نصرة للقدس وتلبية لنداء ودعوة الامين العام السيد حسن نصرالله لجماهير المقاومة اللبنانية والفلسطينية. ويكشف حب الله ان اللقاءات ستستمر في الايام المقبلة وان التحركات السياسية والشعبية ستتواصل حتى الغاء القرار واسقاطه نهائياً لان خطورته ليست فقط في اعلانه ونقل السفارة وتكريس القدس عاصمة للعدو وطمس هويتها، بل هو مقدمة لانهاء القضية بكامل ابعادها الجغرافية والثقافية والدينية والسكانية ومنع حق العودة. ويشير حب الله الى ان اللقاءات ركزت على سبل المواجهة الفلسطينية للقرار واسقاطه من داخل فلسطين اولاً بالوحدة بين مكونات الشعب الفلسطيني كله والغاء السلطة الفلسطينية كل اشكال التعاون والتنسيق مع

العدو الامني والسياسي والاقتصادي واعتبار ان اتفاق اوسلو سقط نهائياً وهو بحكم الملغى وقطع كل اشكال الاتصال بالعدو واطلاق انتفاضة بكل اشكالها العسكرية والشعبية والسياسية والاعلامية والثقافية.

ويقول حب الله ان كل الدول العربية معنية بوقف اي اتصال مع العدو والغاء الاتفاقات المعقودة معه ووقف كل انواع التبادل الاقتصادي والتجاري والتنسيق الامني ووقف انواع التطبيع واشكالها كافة.

ورغم ان حزب الله هو رأس المواجهة مع العدو الصهيوني في كل الساحات ومعني بالتصدي له ولكل اذرعه في سوريا ولبنان، يؤكد حب الله ان المقاومة تعرف ماذا تفعل وفي الوقت المناسب ولن تنجر الى مساعي العدو لفتح جبهات جديدة تحرف الانظار عن القرار الاميركي الخطير وهي جاهزة لاي سيناريو او تطور ميداني قد يحدث ومتيقظة لاي محاولات من العدو للاعتداء او التجرؤ على مهاجمة لبنان والمقاومة. ويشير الى ان بعض الاصوات المطالبة بنزع سلاح المقاومة هي استجابة لرغبة صهيونية بذلك وهي ترداد لهذه الرغبة والمساعي لاشغال الرأي العام بقضايا اخرى غير فلسطين وتطويق كل طرف يواجه العدو ويفشل مخططاته.