لفت الدكتور ​جيلبير المجبر​، إلى "أنّنا تابعنا بالأمس لقاء البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ مع رئيس مجلس الوزراء ​سعد الحريري​، وما صدر عن اللقاء من كلام للبطريرك الراعي اعتبر فيه أنّ ​لبنان​ لا بدّ وأن يلتزم بمبدأ الحياد الإيجابي ليكون شريكاً في الحرص على استقرار البلدان العربية، وهي كلمات لطالما كنّا من الداعين لتطبيقها في الفترات كافّة، دون أن تصل بنا الأمور إلى حدوث تخبّطات نحن بالغنى عنها، في وطن لا يمكن أن ينسلخ عن محيطه العربي".

وركّز المجبر، في بيان، على "أنّنا نترقّب اليوم انعقاد القمة الإسلامية المسيحية في ​بكركي​ الّتي تأتي بدعوة مباركة من البطريرك الراعي، في وقت تشهد فيه المنطقة نفوراً وغلياناً ومحاولة تغيير في التاريخ والجغرافيا، عبر تغيير ملامح ​القدس​ الشريف الّتي تُعتبر رمزاً إسلامياً-مسيحياً هامّاً".

ولفت إلى أنّ "من هنا، فإنّنا نبارك هذه القمة الّتي نأمل منها أن تكون كذلك على قدرٍ عالٍ من الحرص على الوحدة الداخلية، منعاً لأي محاولة من محاولات تهويد الأوطان، ومنهم لبنان الّذي بات على مرمى حجر من بؤرة نيران قد تشتعل في أي لحظة ليس بسبب حروب قد تشهدها المنطقة من جديد، بل بسبب الأوضاع السيئة إقتصاديّاً واجتماعيّاً والّتي يرزخ تحت وطأتها أغلب ​الشعب اللبناني​، من دون أي تقدّم ملحوظ من جانب الدولة في تقديم الحدّ الأدنى من الخدمات المطلوبة منها تجاه مواطنيها".

وعلى صعيد آخر، أكّد المجبر أنّ "السجال السياسي عاد إلى ما كان عليه سابقاً مع فتح كلّ جهة سياسية لنيرانها على الجهة الأخرى واتهامها بالوقوف ضدّ رئيس الحكومة سعد الحريري ووحدة الوطن، وبالتالي بدأنا نعود بالذاكرة إلى حيث زمن التآمر السياسي على الوطن، مع ما ينتج عن ذلك من جمود إضافي يمكن أن تشهده مختلف القطاعات، في ظلّ واقع هو بالأصل جامد ومعقّد"، مشدّداً على أنّ "الطبقة السياسية الحالية يبدو أنّها لم تتعلّم بعد العِبر من كلّ ما أقدمت عليه سابقاً من حملات تحريض وإهانات متبادلة وتراشق للخطابات وخسارة هذا الوطن الصغير للحدّ الأدنى من أمنه واستقراره، وهي لن تتوانى عن إلحاق المزيد من الأسى بهذا الوطن وأن ترأف بأوضاع هذا الشعب الغارق في دوامة من الديون المتراكمة والفقر المتزايد والمحروم من راحة البال".

وأوضح "أنّنا من هنا نلاحظ ازياد المشاكل الإجتماعية حيث انّ المواطن ما عاد بقادر على تحمّل المزيد من ضغوطات الحياة بفعل إدارة سياسية لا تتوانى عن ضربه أكثر فأكثر، ولا ترحمه لا في السياسة ولا في سوء الخدمات المقدمة وخلافها"، مركّزاً على أنّ "تحقيق التغيير المنشود بات أولويّة عند الإستحقاق النيابي القادم، وعلى المواطنين أن يكونوا حريصين على تحقيق هذا التغيير بإصرارهم على انتخاب من يرونه مناسباً لسماع نداءاتهم، ومن يمكنه أن يكون سنداً لهم في نضالهم الطويل نحو بناء وطن على وسع أحلامنا جميعاً".