اتسعت مروحة الشجب والاستنكار والإدانة وردود الفعل على قرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ بإعلان ​القدس​ عاصمة للكيان ال​إسرائيل​ي ونقل سفارة بلاده من ​تل أبيب​ إلى القدس.

ومن الواضح أنّ الأمور تتّجه إلى خطوات عملانية تضغط على إدارة ​البيت الأبيض​ والكيان الإسرائيلي للتراجع عن هذا القرار الهمجي، بما يتجاوز المواقف والبيانات، ما يؤكّد السير بشكل متوازٍ بين الحراك السياسي والدبلوماسي وفي الميدان.

وعلى وقع أعمال القمة الطارئة لـ»منظّمة التعاون الإسلامي»، التي عُقِدَتْ في اسطنبول، ارتفعت وتيرة المواجهات بين الشبان الفلسطينيين في اليوم الثامن لـ«انتفاضة القدس»، الذين واجهوا آلة القتل الإسرائيلي وإطلاق جنود الإحتلال الرصاص الحي والمغلّف بالمطّاط والقنابل الدخانية والغازية باتجاه المتظاهرين الذين نفذوا تظاهرات عمّت مختلف المناطق الفلسطينية في ​الضفة الغربية​ والقدس وقطاع غزّة والأراضي المحتلة منذ العام 1948.

وبعد رفض الرئيس الفلسطيني ​محمود عباس​ استقبال نائب الرئيس الأميركي ​مايك بينس​، الذي يزور المنطقة خلال الأيام المقبلة، أُعلِنَ عن رفض استقباله في «​كنيسة القيامة​» في القدس المحتلة، وذلك على لسان أمين مفتاح الكنيسة أديب جودة.

ولفت جودة إلى أنّه أبلغ ​وزارة الخارجية الأميركية​ بقراره، مؤكداً «أرفض رفضاً تامّاً أنْ أقوم باستقبال رسمي لنائب الرئيس الأميركي في كنيسة القيامة، كما أُقرُّ بأنّني لن أتواجد في الكنيسة عند زيارته لها، وذلك رفضاً منّي لاستقباله كما استقبلت أسلافه من قبل».

وقال جودة: «قمنا في الماضي وفي الحاضر، وسنقوم أيضاً في المستقبل بإذن الله بالاستقبالات الرسمية لجميع الشخصيات السياسية والدينية والعالمية كما يُطلب منّا وكما هو معمول به حسب الوضع القائم».

وكان جودة في استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب عند زيارته كنيسة القيامة في أيار الماضي.

وشدّد جودة على أنّ «هذا الرفض يأتي استنكاراً منّي على الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقول لترامب لا يُعقل أنّ مَنْ لا يملك يعطي لمَنْ لا يستحق».

من جهته، أعلن رئيس لجنة القدس بالقائمة العربية المشتركة ​أحمد الطيبي​ عن أنّ نوّاب القائمة سيقاطعون خطاب بينس في ​الكنيست​، بشكل تظاهري احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي.

وميدانياً، اعترض سلاح الجو الإسرائيلي صاروخين أُطلقا من قطاع غزّة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأعلنت قوّات الإحتلال عن اعتقال شاب على مدخل محطة الحافلات المركزية - غربي القدس المحتلة، زعمت أنّه عثر معه على سكين خلال تفتيشه.

وأقدم الإحتلال على تفريق اعتصام نفّذه الفلسطينيون في منطقة باب العامود في القدس، بعد أداء صلاة المغرب.

وعلى الرغم من حواجز الإحتلال والدوريات الراجلة لأفراد شرطة وإعاقة حركة الفلسطينيين، إلا أنّهم تمكّنوا من الوصول وأداء الصلاة وتنفيذ تظاهرة، حيث تعرّضوا لاعتداء من قِبل عناصر الإحتلال.

كما عمدت شرطة الإحتلال إلى حجز بطاقات الهوية الخاصة بالعديد من النساء الفلسطينيات اللواتي دخلن المسجد، واستبدالها بالبطاقات الملونة، على أنْ تتم إعادة تسليمها إليهن بعد خروجهن من المسجد لمنع مرابطتهن داخله.

وأقدمت قوّات الإحتلال على اعتقال عدد من القياديين في فصائل «فتح» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» في الضفة الغربية، خشية من قيادتهم الحراك الجماهيري.

وخلال مواجهات الخليل، تعمّد جنود الإحتلال إطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الداخانية باتجاه المصوّرين لعرقلة قيامهم بمهمتهم، ما أدّى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، كما ونُقِل عدد من المصابين بالرصاص وحالات الإختناق إلى المستشفيات للمعالجة.

فيما أقدم 1600 جندي من «حرس الحدود» في جيش الإحتلال على تنفيذ حملة اعتقالات استهدفت عمّالاً فلسطينيين داخل الخط الأزرق، اعتقلت خلالها 367 بتهمة العمل بلا تصريح.

هذا، وتستعد الأراضي الفلسطينية لتنفيذ تحرّكات حاشدة بعد صلاة غدٍ الجمعة ومواصلة سلسلة من النشاطات الشاجبة لقرار الرئيس الأميركي.

ونُفِّذَتْ مسيرة «الغضب الحاشدة» التي دعت لها فصائل «منظّمة التحرير الفلسطينية» ومؤسّسات وفاعليات محافظة نابلس، أمس، نصرة للقدس الشريف ورفضاً للسياسات الأميركية والإسرائيلية تجاهها.

وتجمّع مئات الفلسطينيين في «ميدان الشهداء» في مدينة نابلس، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، ويردّدون هتافات غاضبة رافضة لقرار الرئيس ترامب، وسط دعوات بضرورة الخروج من حالة الصمت العربي والتحرّك بشكل فاعل نصرة للمسجد الأقصى.

ودعا المشاركون إلى استمرار التحرّك حتى إسقاط قرار ترامب.

وزعم جهاز «الشاباك» الإسرائيلي اعتقال خلية لحركة «حماس» كانت تخطّط لخطف مستوطن أو جندي إسرائيلي خلال فترة «عيد الأنوار» اليهودي شمال الضفة الغربي.

وادّعت قوّات الإحتلال بأنّ قائد الخلية هو معاذ شتيه (26 عاماً)، من قرية تل – جنوب غرب نابلس، وهو الذي قام بتجنيد محمّد وأحمد رمضان (19 عاماً) من سكان قرية تل أيضاً.