أعلنت ​وزارة الخارجية والمغتربين​ الفلسطينية أن "​الحكومة الإسرائيلية​ برئاسة بنيامين نتنياهو تقوم بعملية استغلال بشعة لقرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ المشؤوم بشأن اعتبار ​القدس​ عاصمة لإسرائيل، بهدف تعميق تهويد القدس، وتكريس ضمها، وحسم مصيرها من جانب واحد، ليس فقط عبر الزج بعشرات المخططات ​الاستيطان​ية للتنفيذ، وإنما أيضًا عبر تغيير العديد من القوانين والتشريعات الاحتلالية التي ستؤدي تلقائيًا إلى عمليات تهجير قسرية أشبه ما تكون بالتطهير العرقي ضد المقدسيين".

وأشارت الوزارة، في بيان لها، إلى أن "حالة النشوة الاستعمارية التي أوجدها قرار ترامب والتي تسيطر على المسؤولين الإسرائيليين وأنصارهم من اليمين واليمين المتطرف والمستوطنين دفعت نتنياهو إلى محاولة تغيير قواعد اللعبة السياسية التفاوضية، والانقلاب على المفاهيم المعتمدة دوليًا في مرجعيات عملية السلام، وفي مقدمتها ما تجرأ نتنياهو على إعلانه في تصريحاته الأخيرة، حين طالب الجانب الفلسطيني بما وصفه الاعتراف بالأمر الواقع، بالإضافة إلى حملة تحريض إسرائيلية واسعة النطاق ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخطاباته ومواقفه المعلنة تعكس رغبة إسرائيلية محمومة لتعميق الفجوة بين الجانبين الفلسطيني والأميركي، وسياسة إسرائيلية هادفة إلى تحميل الطرف الفلسطينى المسؤولية عن الفشل المتواصل في إطلاق عملية سلام ذات مغزى".

كما لفتت إلى أنه "لطالما كان التحذير متواصلًا للمجتمع الدولي والدول كافة من مخاطر تجاهلها لما تقوم به إسرائيل على أرض الواقع من تغييرات عميقة تستهدف قضايا الحل النهائي تشمل الأرض وأصحابها، في محاولة احتلالية متواصلة لحسم تلك القضايا من جانب واحد، وبقوة الاحتلال، وبشكل خاص التغييرات الحاصلة في ​القدس الشرقية​ المحتلة ومحيطها"، موضحةً ان "إعلان ترامب واستهتار الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بردود الفعل الدولية على هذا الإعلان دفعا نتنياهو إلى التجرؤ والمطالبة بالاعتراف بالأمر الواقع بجميع أبعاده الاستعمارية التي مارسها الاحتلال منذ العام 1967، بما في ذلك سرقة الأرض الفلسطينية، والاستيطان، والتهويد، وعمليات التطهير العرقي، وأنظمة وقوانين الفصل العنصري "الأبرتهايد" التي تطبقها سلطات الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين في أرض وطنهم، الأمر الذي يعني أن نتنياهو لا يحتاج إلى مفاوضات من أجل حل الصراع وتحقيق السلام، إنما يطالب الجانب الفلسطيني برفع الراية البيضاء والتسليم بالتغييرات التي أجراها الاحتلال طوال سنواته على الواقع الفلسطيني".