رأى مصدر وزاري سابق ان "الحملة التي اثيرت حول جولة القائد العراقي ​قيس الخزعلي​ على الحدود تستهدف الدفع باتجاه اخذ السياسة الخارجية للبنان في اتجاهات مرفوضة من اكثرية اللبنانيين، والتي تنطلق من مقولة "حياد لبنان" ليس عن الصراعات العربية - العربية بل ايضاً عن كل ما له علاقة بالصراع مع كيان العدو الاسرائيلي، وما يعنيه هذا الامر من احتمال فرض ​التوطين​ الفلسطيني في لبنان".

واعتبر المصدر في حديث إلى "الديار" ان الحملة المذكورة من شأنها ان تدفع بعض انظمة الخليج التي اثارت "زوبعة من الغبار" مع فرض الاستقالة على رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ ومنعه من السفر في ​السعودية​، وبالتالي اعطاء المبررات لهذه الانظمة في سبيل العودة الى ممارسة الابتزاز والضغوط على لبنان تحت حجج ومبررات مختلفة.

وعلم المصدر ان "هذه الانظمة غير راضية بالاساس عن التسوية التي حصلت مؤخراً لمعالجة استقالة الحريري، بل ان رئيس الحكومة ما زال يتعرض للضغوط للذهاب بعيداً في التفسيرات الخاصة بسياسة "النأي بالنفس"، وبالتالي رفع وتيرة الحملة ضد حزب الله. وأضاف ان "قبول هذه الانظمة التسوية المذكورة حصل على مضض جراء الضغوط الدولية الكبيرة، بخاصة من جانب فرنسا و​الاتحاد الاوروبي​، اضافة الى ​الولايات المتحدة​ التي اعادت سفيرتها في بيروت خلال زيارتها للرئيس الحريري في الساعات الماضية التأكيد على دعم بلادها للاستقرار في لبنان، خصوصا ان كل المعطيات تشير الى عدم ارتياح من جانب هذه الانظمة للتسوية الداخلية في لبنان، بل ان هناك حراكاً من جانب بعض عواصم العالم، بدءاً من فرنسا لتهدئة هذه الانظمة، خصوصاً انها تشعر انها تعرضت لنكسة بعد عودة الحريري عن الاستقالة، وما قاله وزير الخارجية الفرنسي قبل ايام عن ايران ورفضه لما اعتبره "تمدد ايران نحو البحر المتوسط" هو رسائل تهدئة لهذه الانظمة لكي تخفف من ضغوطها على لبنان.