لم يتلق الجهاز الاميركي الرسمي الذي أنشئ في واشنطن لرصد ردات فعل الدول المؤيدة او الرافضة اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ​القدس​ عاصمة لإسرائيل كردة فعل لبنان الرافضة له سواء في الداخل على مستوى السلطتين التنفيذية والتشريعية او من الاحزاب والتيارات السياسية و من المقامات الدينية بانعقاد قمة روحية مسيحية _ إسلامية في بكركي .

اما ردة فعل الخارجية للبنان فتمثلت في كلمتي كل من رئيس الجمهورية ميشال عون امام "منظمة التعاون الاسلامي" التي كانت قد عقدت في اسطنبول اول امس الأربعاء والتي تضم 57 دولة ووزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​ امام مجلس وزراء خارجية الدول العربية (22دولة )الذي انعقد في القاهرة الاحد الماضي .استقطبت الكلمتان انتباه رؤساء الوفود المشاركة نظرا الى الالية العملية التي طرحت في كل من تركيا ومصر لمواجهة اعلان ترامب وتعطيله وان الاجتماعين اعتبراه "لاغيا وباطلا" والمميز ايضا في الموقف اللبناني القرارالذي اتخذه مجلس الوزراء امس باعتراف لبنان القدس عاصمة فلسطين وبإنشاء سفارة للبنان فيها على عقار وعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديمه للبنان على ان يقدم الاخير عقارا لسفارة فلسطين . وتجدر الاشارة الى ان الحكومة قد انشأت العلاقات اللبنانية الفلسطينية في 27 /11/ 2008 ثم توقفت باقي الإجراءات بسبب معا رضة افرقاء سياسيين لها . وقال مصدر رسمي ان الحكومة الحالية قررت استكمالها عبر اللجنة الوزارية التي ستتولى الاتصالات التي ستؤمن انشاء السفارة اللبنانية في القدس .

سألت’ بروفسور العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية _الاميركية LAU الدكتور سامي بارودي عن قرار الحكومة حول القدس ومدى امكان تطبيقه العملي فقال: لا يمكن للقرار اللبناني هذا ان يكون مؤثرا الا اذا شمل باقي الدول العربية ال 21 .فلبنان الذي يصنف من بين الدول العربية الصغيرة لن يكون لقراره هذا وقعه . وسئل كيف يمكن انشاء سفارة في القدس التي تحتلها اسرائيل فاجاب : اعتقد ان قوة الاحتلال ستمنع انشاء مثل هذه السفارة وفِي حال الإصرار فان الاحتكاك مع تلك القوة واقع وستمنع ايضا بالقوة رفع العلم اللبناني . واعتقد انه في حال تجربةمثل هذه المحاولة فان سلطات الاحتلال ستمنع ذلك لان تل ابيب لا تعترف بالقدس الشرقية وهناك مقاطعة لإسرائيل وهذه الاخيرة لا تعترف بالقدس الشرقية خلافا لقرار مجلس الامن الذي كان قد اتخذ منذ سنوات .

وسأل بارودي هل يمكن ان يُؤْمِن الرئيس عباس مكتبا للسفارة اللبنانية في القدس الشرقية من دون التعاطي مع السلطات الإسرائيلية لان ليس لديه أية سيطرة على هذه المنطقة من القدس المحتلة من قبلها ؟ وأضاف: اذا حصل ذلك يمكن اعتباره نوعا من التطبيع وستكون الرسالة التي يريد باسيل إرسالها ستؤدي الى نتائج عكسية . وتابع : الاحتلال الاسرائيلي في القدس هو مختلف عن الاحتلال في غزه والضفة الغربية وتعتبر ايضا ان التفاوض ممكن حول غزه فيما ممنوع عن القدس . واعتقد ان باسيل أراد من هذا الاقتراح الإعلان عن اعتراف لبنان بدولة فلسطين وعندما تسمح الظروف يترجم ذلك بفتح البعثات الديبلوماسية .

واعتبر ان هذا الاقتراح هو “سياسي معنوي اكثر مما هو عملي. " وفِي نفس السياق يقول. الخبير في القانون الدولي الدكتور في القانون الدولي شفيق المصري : "ان لبنان في حالة حرب مع اسرائيل وهي بالتالي دولة عدوة ولا يحق للبنان انشاء سفارة له في القدس الشرقية واقتراح وزارة الخارجية هو مخالف للقانون الدولي حتى لو لم يكن لبنان في حالة حرب مع اسرائيل . ويضيف :"فاقتراح باسيل مخالف للقانون الدولي لان القدس الشرقية هي من الاراضي العربية المحتلة اي مشمولة بأحكام اتفاقية جنيف الرابعة الصادرة في العام 1949 والتزم لبنان بها في العام 1951 والاحكام المطبقة على الاراضي المحتلة تؤكد ان الدول حتى التي تعترف بإسرائيل لا يمكنها انشاء بعثات ديبلوماسية في القدس . كما ان مجلس الامن اصدر في العام 1980 القرارين 476 و478 معتبرا ان القانون الصادر عن الكنيست الاسرائيلي عن ضم القدس الشرقية الى الغربية وجعل المدينة موحدة عاصمة لاسرائيل هو قانون باطل لانه خالف اتفاقية جنيف ثم ان القرار 478 طالب الدول التي أقامت بعثات ديبلوماسية في القدس بسحبها."

واللافت ان مجلس الوزراء الذي بحث امس باقتراح باسيل تريث في اتخاذ اي قرار بشأنه بعد ان طلب وزراء حزب الله والقومي علي قانصو السوري والمستقبل جان اوغاسابيان ذلك نظرا الى المحاذير التي يتضمنها اقتراحه وتشكلت لجنة للتعمق بدرسه وتحديد موقف نهائي منه . اما وزير المال علي حسن خليل فقد طالب الالتزام بتوصية مجلس النواب ومضمون كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون وعدم الدخول في نقاش سياسي وقانوني غير مضمون