مثل أمام ​المحكمة العسكرية​ الدائمة، برئاسة العميد ​حسين عبدالله​، 6 موقوفين في أحداث عوكر، التي وقعت خلال التظاهرة التي نظمت أمام ​السفارة الأميركية​ في بيروت، تنديداً بقرار الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ نقل سفارة بلاده في ​إسرائيل​ من تل أبيب إلى ​القدس​، بسبب أعمال الشغب التي رافقت التظاهرة، وما حصل من إعتداء على عناصر قوى الأمن الداخلي والأملاك العامة والخاصة، حيث قالوا أن الذين افتعلوا أعمال الشغب تمكنوا من الفرار.

والموقوفون هم: اياد جميل الشيخ حسن، عبد الرحمن علي ياسين، حسين عباس شهاب، علي محمد لافي، اياد أحمد عبد الغني، عبد الكريم عبد الله السبع.

في بداية الجلسة، شدد العميد عبدالله على أن ما حصل خلال التظاهرة ما كان يجب أن يحصل، لافتاً إلى أن المواطنين شاهدوا ما حصل عبر شاشات التلفاز.

بدوره، أكد الموقوف اياد جميل الشيخ حسن، أنه نزل إلى التظاهرة بعد أن طلب منه أصدقاؤه ذلك، وهو طالب في الشهادة الثانوية، وهو أقدم على رمي قنبلة مسيلة للدموع بعيداً عن ​القوى الأمنية​ بعد أن سقطت أمامه، مشيراً إلى أن تواجده على سطح أحد المباني يعود إلى هروبه من المكان بعد تحرك الأمن.

من جانبه، أفاد الموقوف عبد الرحمن علي ياسين، فلسطيني الجنسية، بأن هذه هي المرة الأولى التي يتم توقيفه فيها، لافتاً إلى أن الحس الوطني هو الذي دفعه للمشاركة في المظاهرة، رفضاً لقرار ترامب، مشدداً على أنها كانت سلمية، واصفاً من قام بالإعتداء على القوى الأمنية بالفئة الضالة، نافياً أن يكون أقدم على رمي الحجارة أو العبوات الزجاجية باتجاه تلك القوى، مؤكداً أن الصورة التي التقطت له لا يظهر فيها حاملاً حجارة بل هاتفه الخليوي بهدف أخذ "سيلفي".

بالإنتقال إلى الموقوف حسين عباس شهاب، الذي يعمل محاسباً في مطعم، أوضح أن الشغب بدأ عند وصوله إلى مكان التظاهرة، في حين هو تنحى جانباً وغطى وجهه بسبب القنابل التي كان تطلقها القوى الأمنية، وهو قام بمساعدة مصور قناة تلفزيونية بعد أن أغمي عليه، ومن ثم تم توقيفه.

على صعيد متصل، أوضح الموقوف علي محمد لافي، قاصر من الجنسية السورية، أنه وصل إلى التظاهرة قبل إنطلاق أعمال الشغب، وكان برفقة والدته، معترفاً بأنه أقدم على رمي الحجارة باتجاه القوى الأمنية، لكن أشار إلى أن السبب في ذلك هو خوفه على والدته التي تعاني من المرض، وهو كان يريد أن يحميها، معتقداً أن القوى الأمنية هم من حراس السفارة الأميركية.

من جانبه، أوضح الموقوف اياد أحمد عبد الغني، من الجنسية الفلسطينية، الذي وصف بأنه من "المنظمين"، مشيراً إلى أنه في بداية التظاهرة كان يقف، برفقة آخرين، حاجزاً بين القوى الأمنية والمتظاهرين لمنع حصول أي إحتكاك، لافتاً إلى أنه كان لديه وعد من القوى الأمنية بعدم توقيفه بعد أن طلبوا منه الإبتعاد عند بدء أعمال الشغب، مضيفاً: "أول حجر رمي أصابني أنا"، مشدداً على أنه لا يقبل بما حصل بأي شكل من الأشكال.

في الختام، تحدث الموقوف عبد الكريم عبد الله السبع، الذي أشار إلى أنه وصل إلى ​ساحة عوكر​ عند الساعة 12:15، أي بعد إنطلاق أعمال الشغب، وهو كان يساعد في إزاحة حاوية نفايات من مكانها، نافياً أن يكون أقدم على رمي القوى الأمنية بالحجارة أو بالعبوات الزجاجية، ومشيراً إلى أنه يعمل في جمعية مساواة لمساعدة الأشخاص المعوقين.

قبل ختام الجلسة في هذه القضية، التي سيصدر الحكم فيها مساء اليوم، قال ممثل النيابة العامة في المحكمة القاضي هاني حلمي الحجار: "لو كان عنوان وقفتهم محاربة العدو الإسرائيلي والتأثير بشكل سليم بقرار نقل السفارة، لكنّا تنحيّنا عن الجلوس على قوس هذه المحكمة ووقفنا معهم، لكن العناوين الكبيرة لا تبرر الهفوات الصغيرة"، مضيفاً: "كلّ المظاهرات تبدأ بعناوين ننحني أمامها، لكن الاعتداء على القوى الأمنية أو أملاك المواطنين غير مبرر وهو خط أحمر"، مؤكداً أن "لا تساهل في هذا الأمر ولن يحرجنا أي عنوان"، مطالباً بإدانة كل مدعى عليه ثبت تورطه بالإعتداء وفقاً لإعترافاته وللأدلة الموجودة في الملف.

من جانبه، طالب المحامي العسكري، بسبب عدم توكيل المتهمين محام خاص لهم، بأوسع الأسباب التخفيفية للشخص القاصر، أي الموقوف علي محمد لافي، والبراءة لباقي المتهمين.