اعتبرت مصادر رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​، عبر صحيفة "الحياة" أن تصريح رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ الأخير الذي قال فيه "لدينا علاقات جيدة مع القوات، نتمنى أن تكون أفضل، وهم أيضاً يتمنون ذلك، وهناك بعض الأمور التي تحتاج إلى توضيح وسيصار إلى ذلك"، هو "كلام ايجابي، إثر اللغط الذي أثاره انتقاد بعض قادة "المستقبل" لموقف "القوات" واتهامه بأنه ساهم في الحملة على الحريري بذريعة تساهله مع "​حزب الله​" وحليفه رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، وأن القوات شاركت في تحريض دول حليفة له عليه. كما أن جعجع مع إشارته إلى أن العلاقة باردة مع "المستقبل"، أشار إلى عودة التواصل مع قيادته".

ودعت مصادر مقربة من الجانبين إلى تجاوز الحملات الإعلامية التي ينزلق إليها المحازبون والتي ذهبت بعيداً في توتير العلاقة بينهما، على رغم أن الحريري وجعجع يستمران في تأكيد تحالفهما، مع الحاجة إلى إزالة التباسات ظهرت في المواقف إثر استقالة الحريري. ويعتقد القياديون العاملون على معالجة ما سماه جعجع اختلافاً في المقاربات، أن سوء التواصل وسوء التفاهم بين الفريقين ساهما في تضخيم نقاط التباين.

ولفتت مصادر في "القوات" إلى أن "اللقاءات التي حصلت بين وزيري الإعلام ملحم رياشي والثقافة غطاس خوري، ساهمت في توضيح بعض الأمور، بموازاة الإشاعات والتكهنات عن أن التباين سيضع الحليفين في مواجهة خلال الانتخابات النيابية المقبلة، والتي ينتظر أن تبدأ الحملات التحضيرية لها في الشهرين الأولين من العام الجديد".

ورجحت مصادر مقربة من "القوات" أن يتوصل الجانبان إلى تجديد التفاهم السياسي بينهما على أسس واضحة، تمهيداً للقاء بين الحريري وجعجع، بعدما ساد انطباع لدى "القوات" بأن العلاقة الوثيقة بين "المستقبل" وبين "التيار الوطني الحر" تأتي على حساب التعاون بين الحليفين القديمين. وترتكز أوساط متابعة لجهود ترميم العلاقة إلى قول الحريري قبل 3 أيام أن الحديث عن أن حلفاء الأمس باتوا خصوم اليوم وأن أعداء الأمس صاروا حلفاء اليوم أمر غير موجود فعلياً.