ذكرت مصادر وزارية لصحيفة الديار، ان الكتاب الذي قدمة وزير الخارجية ​جبران باسيل​، الى ​مجلس الوزراء​ في جلسته الاخيرة، كان عليه تحفظات من مختلف القوى وتحديداً ​حزب الله​ و​حركة امل​ و​الحزب السوري القومي الاجتماعي​ والحزب الديموقراطي، لكون هذه القوى ومعظم المسلمين والمسيحين في لبنان، لا بقيمون وزناً من الناحية العقائدية والسياسية والتربوية، ومن منطق الحق، لموضوع دولتين، او ما يّسمى ب​القدس الشرقية​ والقدس الغربية، فالقدس بالنسبة لهذه القوى عربية عقائدياً وثقافياً، وكذلك من ناحية مفهوم الحق العربي، فأن القدس واحدة عاصمة فلسطين، وان وجود الكيان الاسرائيلي،هو وجود مغتصب، وكما قال رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ في خطابه في ​اسطنبول​، شعب جاء احتل ارض شعب، ويريد اخراجه من ارضه وتاريخه وجغرافيته.

واشارت مصادر وزارية الى ان موضوع فتح سفارة لبنانية في منطقة ما يٌسمى بالقدس الشرقية، انتهى لبنانياً للاعتبارات المذكورة، وقد اطاح الرئيس الاميركي بمندرجات ​مدريد​، وانهى كل عملية السلام وفق المعايير السياسية الذي جرى الحديث عنها كل هذه السنوات. واثبتت الادارة الاميركية بانها لم تكن يوماً ولن تكون وسيطاً نزيهاً، هذا عدا عن الحديث عن ان هناك عواصم عربية، منخرطة فعلياً بصفقة القرن "الترامبية"، وقد خدعت هذه الانظمة، بعد ان تبين انها صفقة لصالح الكيان الاسرائيلي، ولا وزن لهم فيها، وربما الموقف الاردني كشف عن هذه العورات في الموقف هؤلاء العرب. بعد ان شعر بالخديعة العربية للاردن نفسه.

واعتبرت المصادر ان اقتراح باسيل غير وارد كما انه ليس الوقت الصحيح له، بل المطلوب، مراجعة كل الافكار العربية بشكل عام، وفي طليعتها التراجع عن المبادرة العربية، التي اعلنت من بيروت، كونها بعد اعلان الرئيس ترامب باتت غير ذي صفة وفعالية.

ووفق المصادر كان باسيل متفهماً للموقف السياسي والوطني لرفض الاقتراح، خصوصاً ان طرحه كان بهدف مواجهة قرار اعلان القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي وبدافع تأكيد عروبتها، لذلك الامر ليس محل خلاف على الاطلاق، بل هو محل توضيح وهذا ما جرى.

وفي المعلومات ان القوى الفلسطينية، على اختلافها وفي المقدمة منظمة التحرير، تعمل على ان يأخذ لبنان دوراً هاماً على المستوى العربي والدولي في مواجهة القرار الرئاسي الاميركي، كون لبنان وفق المصادر، معني مباشر بالقضية، بمسحييه ومسلميه، اضافة الى انها ابلغت جهات رئاسية لبنانية، ان قرارات مؤتمر اسطنبول في القمة الاسلامية، لم تكن بالمستوى المطلوب، خصوصاً في قضية القبول بحل القدس الشرقية، كعاصمة لدولة فلسطين وفق المنطق الاممي والدولي، الذي ضرب به، الرئيس ترامب عرض الحائط.