أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد ​هاشم صفي الدين​ أن "المقاومة تقوم بواجبها بشكل كامل، وهي تقوم بدورين محوريين في لبنان والمنطقة، الأول أنها تحافظ على كرامة الوطن والأمة وتحميهما من خلال إقلاق اسرائيل، والوقوف سداً منيعاً أمام كل مشاريع أميركا وإسرائيل في هذه المنطقة، وستبقى تقوم بهذا الواجب، وإذا كان هناك من أحد في هذا العالم يتخيل أن المقاومة ستتعب أو ستتخلى عن دورها، فإن هؤلاء يتعبون ويموتون ويرحلون ويتركون كراسيهم وعروشهم، وتبقى المقاومة في موقعها لتدافع عن الوطن والأمة وكرامتهما.

واشار صفي الدين فس كلمة له خلال الاحتفال التأبيني لوالد عماد مغنية الى أن "الدور الثاني الذي تقوم به المقاومة هو أنها تفضح كل الأعداء الذين استهدفوا شعبنا ومنطقتنا وأراضينا ومقدساتنا وخيراتنا، وهذا من نِعم الله تعالى على المقاومة أنها تقوم بدور الحماية، وبدور فضيحة هؤلاء الأعداء الذين يبذلون المليارات من أجل أن يخفوا وجوههم الحقيقية"، معتبرا أنه "الصمود والصبر والتحمل والوعي والحكمة والشجاعة عند المقاومة وأهلها من كل الناس، لما أمكن لكل هذه المشاريع أن تفتضح، وصحيح أننا نعيش اليوم تحدياً كبيراً وخطيراً اسمه إعطاء القدس للصهاينة من قبل الأميركيين، ولكن هناك وجه آخر ينبغي أن نلتفت إليه، أن أميركا التي ضحكت على دول وزعامات، ودلّست على كثير من السياسيين والنخب الثقافية والدينية الذين كانوا يعتقدون أن التطور والتقدم ومصير البلدان والأوطان مرتبط بالولايات المتحدة الأميريكة، هي خطر كبير على الأمة، لا سيما وأن إسرائيل موجودة بقوة ودعم أميركا، وهي في خدمة المصالح الأميركية، وصحيح أن أميركا تخدم المصالح الإسرائيلية، ولكن الأصح أن إسرائيل وكل من مع أميركا في هذه المنطقة هم من أجل المصالح الأميركية، وهذا اليوم يفتضح ويصبح مكشوفاً".

ولفت السيد صفي الدين إلى أنه "بعد إمضاء الرئيس الأميركي ترامب على أن القدس عاصمة لاسرائيل، اتضح أن أميركا هي ليست قوة خير وحضارة ومستقبل وتقدم للأمة أو للأوطان، وبالتالي يجب أن يصبح هذا الأمر حقيقة صارخة يتحدث عنها الجميع، وثقافة سائدة في أوطاننا وبلداننا، وأن تتربى كل الأجيال على ثقافة العداوة للولايات المتحدة الأميركية، لا سيما وأنه اليوم يثبت أكثر من أي وقت مضى مقولة الإمام الخميني "أن أميركا هي الشيطان الأكبر"، مشيرا الى أن "السفارات الأميركية في أي بلد من بلدان عالمنا العربي والإسلامي، تنفذ السياسات الأميركية التي تدعم اسرائيل على حساب الشعوب وقرراتها في سبيل نهبها والتسلط والهيمنة عليها"، معربا عن اعتقاده أن "بقاء المقاومة وصمودها هو الذي يجعلها قادرة على أن تقوم بهاتين الدورين المحوريين، وستبقى المقاومة تقوم بدور الحماية وفضيحة وافتضاح كل هؤلاء الذين تآمروا ويتآمرون على الأمة من أميركا إلى بعض دول الخليج إلى بعض الحكام إلى بعض الجهات التي طالما راهنت في مستقبلها السياسي على مستقبل المصالح الأميركية والإسرائيلية"، ومشددا على اننا "نتقدم أكثر في الزمن السياسي وفي معركتنا مع اسرائيل، وبتنا نتحدث بوضوح أكبر من أي زمن مضى عن هذا العدو ومؤامراته، لا سيما وأن القرار الأحمق االذي اتخذه ترامب قد فضح السياسات الأميركية المعادية، وكرس أن العدو الحقيقي للأمة ولشعوب المنطقة هي أميركا ومعها الكيان الصهيوني الغاصب، وليس أي عدو آخر، كما أقروا في اجتماع الجامعة العربية حينها، الذي أتى خدمة للكيان الاسرائيلي والسياسات الأميركية، وهذا ما ظهر جلياً بعد أيام من هذا الاجتماع".

وشدد صفي الدين على أن "قضية القدس هي أكبر وأعظم من أن تكون مقايضة في معاهدة أو اتفاق بين نظام عربي (أياً كان) وبين الولايات المتحدة الأميركية، فالقدس أكبر وأعظم مما يتخيل هؤلاء الذين يظنون أن بإمكانهم أن يعقدوا صفقة على حساب القدس وتاريخها ورمزيتها والمقدسات الموجودة فيها عند المسلمين والمسيحيين، وبالتالي فإن الذين اعتقدوا ولو للحظة أن بإمكانهم أن يتآمروا على القدس ليحصلوا على مكاسب آنية أو استراتيجية أو ليثبتوا أنفسهم في عروش واهية وفانية عليهم أن يعرفوا أن ما راهنوا عليه هو خطأ وخطيئة كبيرة، لأن عروشهم لن تبقَ، بل إن القدس هي التي ستبقى، وعلى كل الشرفاء في العالم أن يثبتوا لأميركا هذه المقولة، ألا وهي أن القدس فيها كل هذه الرمزية والتاريخ والمقدسات، وذلك إنما يحتاج إلى جهد وعمل ومظاهرات وكلمات ومواقف"، مضيفا: "ما نشاهده اليوم في عالمنا الإسلامي والعربي هو بداية جيدة وتحرك له قيمة كبيرة جداً في البعد السياسي والثوري وفي مواجهة كل هذه المشاريع الأميركية والاسرائيلية، وتحديداً فإن ما يقوم به الشعب الفلسطيني في القدس وفي الضفة وفي غزة هو دليل واضح على أن الشعب الفلسطيني لن يهزم وأن إرادته ما زالت حاضرة، وأن الأجيال تتالى وكل ما جاء جيل جاء أشد صلابة وأكثر عزماً من الجيل الذي مضى، وهذا الجيل الجديد الذي ينتفض اليوم في القدس وفي الضفة وفي غزة سيكتب نصراً كبيراً وعزيزاً دفاعاً عن القدس وفلسطين وكل مقدسات الأمة، وحينما يقوم الشعب الفلسطيني بدوره ووظيفته في الانتفاضة وفي المقاومة وفي تقديم الشهداء، فإن المطلوب من الجميع أن يكون معه في موقع الدعم والمساندة والوقوف إلى جانبه"، ومؤكدا أن "موضوع القدس ليس فقط أن ترامب قد وقّع على قرار الكونغرس واعترف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي وانتهى الموضوع، بل إن الموضوع أكبر من ذلك بكثير في البعد العقائدي أو الديني أو التاريخي وحتى السياسي، فإذا كان يعتقد ترامب والاسرائيليين أن بإمكانهم أن يمحوا تاريخ ورمزية القدس بشطبة قلم، فهذا يعني أن التوطين وحدود الدولة التي يتحدثون عنها لا يحتاج لا إلى إمضاء ولا إلى شطبة قلم وسيصبح واقعاً محتماً، لافتاً إلى أن إجماع اللبنانيين في الأسبوع الماضي وما قبله على موقف شريف وحر ومهم في قضية القدس، هو دليل على أن لبنان يظهر صورته الحقيقية كبلد مقاوم وهو شيء جيد ومهم لحاضر لبنان ومستقبله، ولكن على جميع اللبنانيين أن يعرفوا أنه إذا تم التغاضي عن التآمر على القدس فإن التوطين في لبنان سيكون أمراً بسيطاً وعادياً ولا يحتاج إلى إمضاء من ترامب حتى، وحينئذ فإن لبنان والمنطقة كلها أمام مشاكل كبيرة وكثيرة".