اعتبر الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ نتيجة الحرب التي تشهدها سوريا في هذه المرحلة سوف تحدّد مستقبل هذا البلد، مشيرا إلى أنّ إفرازات هذه الحرب بدأت منذ شهرين، منبّها إلى أنّ المقصود هو إشعال المنطقة من السويداء إلى درعا إلى الجولان وذلك بمساعدة إسرائيلية مفضوحة.

وفي حديث إلى برنامج "من دمشق" عبر تلفزيون الـ"NBN" أداره الإعلامي عباس ضاهر، اعتبر أبو فاضل أنّ المعارضة السورية مثلها مثل فريق "14 آذار" في لبنان أو تيار "المستقبل" أيديها موغلة بالدم، واتهم هذه المعارضة بالتعاون مع الاسرائيليين والصهاينة، مستهجنا إصرار البعض على تحويل سوريا إلى أرض جهاد.

وفيما انتقد أبو فاضل جامعة الدول العربية بشدّة على خلفية تجميد عضوية سوريا فيها، اعتبر أنّ لبّ الموضوع هو تدمير سوريا بل صوملة سوريا، موضحا أنّ التقسيم بات مطلبا أساسيا في مقاربة الأزمة السورية.

وإذ أكد أبو فاضل أنّ سوريا لن تكون متروكة طالما أنّ رعاية دول البريكس موجودة، حذر من أنّ الأوضاع في لبنان ستنفجر تلقائيا في حال تغيّرت المقاييس في سوريا لا سمح الله.

بين الفوضى والذبح على الهويّة..

أبو فاضل رأى أنّ سوريا هي في عزّ الحرب لكنّ إفرازات الحرب الشرسة التي تتعرّض لها بدأت منذ شهرين، معربا عن اعتقاده بأنّ نتيجة هذه الحرب سوف ترسم مستقبل سوريا، مشيرا إلى أنّ سوريا اليوم وصلت إلى أعلى درجات التوتر الذي يطلبه العثماني (رئيس الحكومة التركية رجب طيب) أردوغان والقطري والسعودي وكذلك الذين دخلوا في هذه الأزمة، ملاحظا أنّ هذا الدخول على هذا الخط بهذا الشكل جعل سوريا تشتعل من الداخل.

وتحدّث أبو فاضل في هذا السياق عن محاولات حثيثة تجري من قبل جهات معروفة لفرض حظر جوي فوق أيّ منطقة في سوريا خصوصا بعد الفشل الذي منيوا به في حلب التي لم تسقط بأيديهم، ما جعلهم يتجهون نحو درعا لتحريك النسيج العربي والعشائري هناك، معتبرا أنّ الهدف من ذلك ضرب طائفة الموحّدين الدروز فيما بينها، علما أنّ هذه الطائفة منذ أيام سلطان باشا الأطرش حتى اليوم لم تقف إلا إلى جانب الحق في سوريا وضدّ كل الغزوات التي تعرّضت لها سوريا على مرّ التاريخ، موضحا أنّهم بين الفوضى والذبح على الهوية يفضّلون النظام وهذا حقهم وهم لا يخجلون بذلك إذ لا يمكنهم أن يكونوا مع من يريد أن يذبحهم من الوريد إلى الوريد.

ما لم يستطع المسلحون فعله قامت به إسرائيل

وفي سياق متصل، رأى أبو فاضل أنّ المقصود اليوم هو إشعال المنطقة من السويداء إلى درعا إلى الجولان وذلك بمساعدة إسرائيلية مفضوحة، لافتا إلى أنّ ما لم يستطع الثوار المسلحون والعصابات المسلحة وما يسمى الجيش السوري الحر وجبهة النصرة أن يقوموا به في جمرايا قامت به إسرائيل، وهذا الأمر حصل بمساعدة من الداخل وتحديدا من جماعة خانت العهد وخانت بلادها وأعطت معلومات وسهّلت الطيران.

وردا على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ هذه المعارضة السورية مثلها مثل فريق "14 آذار" في لبنان أو تيار "المستقبل" أيديها موغلة بالدم، لافتا إلى أنّ الكاتب الفرنسي برنار ليفي هو مرشد هذه الثورة هو وعدنان العرعور ومفتي الناتو يوسف القرضاوي، مشيرا إلى أنّ "هؤلاء يفتون لهذه الثورة التي تطلب تقطيع لحوم السوريين وفرمهم وإطعامهم للكلاب". ولفت إلى أنّ هؤلاء تعاونوا مع برنار ليفي الذي كان يخطب بالمجموعات السورية المسلحة، متسائلا "أين ميشال كيلو وفلسفاته؟ أين وليد البني؟ أين جورج صبرا؟".

وشدّد أبو فاضل على أنّ هؤلاء هم كتيار المستقبل و14 آذار أيديهم موغلة بالدم السوري حتى الأكتاف، مشيرا إلى أنّ المعارضة السورية حين تجتمع مع برنار ليفي وتسمح بإدخال صحافيين إسرائيليين إلى درعا والمناطق الحدودية بل يخرج بعضها ليقول أنه يفضّل رئيس الحكومة الاسرائيلية الأسبق أرييل شارون على الرئيس السوري بشار الأسد فهذا يعني أن الثورة السورية تفقد قيمتها.

لا يضحكنّ علينا مشعل وهنية

واعتبر أبو فاضل أنّ المعارضة السورية تتعاون مع الاسرائيليين والصهاينة وكأنّ سوريا أصبحت أرض جهاد، مستهجنا إضاعة البعض للبوصلة وتحويل الجهاد إلى سوريا بدل موقعه الأصلي في فلسطين، مستغربا غياب المشايخ ورجال الدين المسلمين والمسيحيين عن هذا الواقع، منتقدا في هذا السياق خروج الشيخ رائد صالح على قناة "الجزيرة" ليتكلم ثلاثة أرباع عن ضرورة ضرب النظام في سوريا دون أن يتحدّث عن تهويد القدس. وقال: "إذا شخص مثل رائد صلاح لم يعد يريد فلسطين، ماذا تفعل أنت؟"، وشدّد على أنّ هذا الشيء مرفوض.

وردا على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنه يمكن الاستنتاج أنّ الشيخ رائد صلاح وحركة حماس وغيرهما اتفقوا مع إسرائيل، لافتا إلى أنّ رئيس حركة الجهاد الاسلامي الدكتور رمضان شلح لم يُسمح له بالدخول إلى قطاع غزة لأنّ أي ضوء أخضر إسرائيلي لم يعطَ لحمايته بخلاف "أبو الوليد" رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" خالد مشعل الذي دخل وألقى خطابا من قلب القطاع حتى أنه حمل علم الانتداب الفرنسي. وقال: "لا يضحكنّ علينا خالد مشعل واسماعيل هنية وغيرهما، وهم فازوا في حرب غزة بسلاح حزب الله وإيران وسوريا، ولا معامل تحت الأرض لديهم كما يزعمون، وهم ضربوا أنفسهم"، وأضاف: "المؤامرة في سوريا يشارك فيها هؤلاء".

مزيد من التصعيد والتفجيرات في سوريا

أبو فاضل، الذي لفت إلى أنّ هناك عاملا إسرائيليا دخل على الخط بعد أن رأى في سوريا أرضا خصبة لتأمين نفسه، تحدّث عن مسعى جدي لإنشاء منطقة في الجولان تحميهم على أن تتألف من عناصر ما يسمى بجبهة النصرة، ليجلس الجندي الاسرائيلي ويتفرّج على الدول العربية تذبح بعضها والجيش السوري الذي كان جيشا قويا جدا وكبيرا جدا ملهيا بمعركته الداخلية، معتبرا ذلك نتيجة خربطة دولية آتية إلى المنطقة بهدف التقسيم، منبّها إلى أنّ العملية تتجه إلى مزيد من التصعيد والتفجيرات في سوريا.

وأكد أبو فاضل أنّ الإخوان الدروز مستهدفون اليوم في السويداء، مشيرا إلى أنّ المنطقة الفاصلة بين السويداء ودرعا تشهد عمليات خطف مكثفة، ملاحظا أن هناك مناطق عديدة يشملها القمر الصناعي الاسرائيلي والتركي وهو يساعد هذه المجموعات ويقدّم لها المعلومات. وأشار إلى أنّ إشراف رئيس أركان الجيش الاسرائيلي على عمليات إسعاف الجرحى السوريين دليل على أنّ الموضوع ليس موضوعا إنسانيا بأيّ شكل من الأشكال.

ورأى أبو فاضل أنّ العملية اقتربت من بعض نهاياتها خصوصا أنّ القوة في شمال سوريا تحدّدت بشكل تقريبي، وأشار إلى أنّ الحدود مفتوحة ولا أحد يمكنه ضبطها، معتبرا أنّ المناورات التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأتي بمثابة رسالة من روسيا للعالم مفادها أنها عائدة إلى المنطقة.

لبّ الموضوع صوملة سوريا..

وفيما رأى أبو فاضل أنّ هناك عملية سلخ بين الحكام والشعوب إضافة إلى سلخ سوريا عن محيطها، في إشارة إلى تجميد عضويتها من قبل الجامعة العربية، أكد أن القطري والتركي والسعودي وغيرهم يخطئون عمليا في الموضوع السوري. واعتبر أنّ لبّ الموضوع هو تدمير سوريا بل صوملة سوريا، بمعنى أن يصبح لكل حيّ في سوريا زعيم، موضحا أنّ تقسيم سوريا بات مطلبا أساسيا بالنسبة لكثيرين.

وردا على سؤال، أشار إلى أنّ الدروز عموما هم قوميون عرب، مشددا على أنهم لا يتأثرون بأحد وأنّ موقفهم مشرّف جدا، لافتا إلى أنّ لديهم عروبة يمتازون بها عن سواهم، وهذا ما ظهر بشكل واضح في سوريا، معتبرا أنهم على خطى أسلافهم من العظماء كسلطان باشا الأطرش وغيره من الشخصيات الدرزية. واعتبر أنّ دروز سوريا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم لأنهم أقوياء في الجيش وفي قراهم وفي منطقهم، مشددا على أنهم لا يستطيعون أن يخرجوا من ثيابهم ويذهبوا للعيش في تل أبيب أو إنشاء دويلة، مؤكدا أنهم لن يكونوا لقمة سائغة بفم أحد وهم لديهم دور رئيسي في مشاركة النظام ببناء سوريا.

المسيحيون سيتأذون كثيرا..

ورأى أبو فاضل أن موقف الدروز ينعكس أيضا على الأكثرية الساحقة من أبناء الطوائف الأخرى من السنّة إلى العلويين وصولا حتى المسيحيين، مشيرا في الوقت عينه إلى أنّه ينتظر دورا فعالا أكثر من المسيحيين في سوريا لأنه في حال لا سمح الله حصل زلزال أكبر في سوريا، فإنّ المسيحيين سيتأذون كثيرا سواء في سوريا أو غير سوريا، وجدّد القول أنه ليس مغرما بعيون الرئيس بشار الأسد ولكنه متأثر بالدور الريادي الذي يلعبه، منبها إلى أنّ الوضع في لبنان مزلزل الآن فكيف بالحري إذا حصل شيء في سوريا وتغيّرت المقاييس، محذرا من أن الأوضاع ستنفجر إلى أعلى المقاييس في هذه الحالة ولن يستطيع أحد أن يصلح هذا الوضع.

ولفت أبو فاضل إلى وجود انقسام هائل في لبنان في هذه المرحلة وحدة في الخطاب السياسي والخطاب الطائفي "فكيف بالحري بحال حصول إشكال من هذا النوع في سوريا وهو ما يمكن أن ينعكس على لبنان"، وتوجّه إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قائلا: "عتبنا على الرئيس ميقاتي أنه حين أتى رئيسا للحكومة، إخواننا في طرابلس وفي تيار المستقبل لم يسمحوا له بالذهاب إلى طرابلس، واليوم بات هؤلاء يحبونه، ولكنهم لن ينتخبوه وسيحاربونه".

لن يستطيعوا الاطاحة بالأسد..

من جهة أخرى، اعتبر أن انقسام المعارضة السورية وتفرّعها إلى معارضات ليس عامل غنى بأي شكل من الأشكال بل هو عامل فقر مدقع، مستهجنا كيف أنّ كلّ ما تقوم به هذه المعارضات يتمركز خارج سوريا. وإذ أكد تأييده للنظام السوري، لفت إلى أنّ الشيخ معاذ الخطيب هو إمام مسجد، متسائلا من هو الخليفة الذي يريدون تعيينه. وفيما وصف الجامعة العربية بأنها "أمة شحاطة عتيقة"، انتقد رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا الذي أشاد بالاجتماع التركماني واعتبر أنه يصبّ في مصلحة المجتمع السوري، متحدثا عن عملية تفتيت منظمة للمجتمع السوري. وأشار إلى أنّ لقاء العلويين الذي عقد قبل فترة لم يكن يضمّ سوى علويين اثنين.

ورأى أبو فاضل أنّ الموضوع أصبح مفضوحا جدا، فإما يغادر الرئيس السوري بشار الأسد وتتدمّر سوريا أو يبقى ويتهمونه بتدمير سوريا، وأردف قائلا: "أنا أقولها من الآن لن يستطيعوا الانتصار على الرئيس الأسد، وكل الروايات التي نسمعها إعلامية، ولو ربحوا في الشمال لما فتحوا معركة في الجنوب"، وأشار إلى أنّ الأردن سينأى بنفسه لأن الاخوان المسلمين يتربصون وينتظرون حتى يستلموا السلطة، كاشفا أن الملك الأردني طلب ضمانات من الأميركيين لكنهم لم يعطوه إياها.

نعتبر النازحين السوريين إخوة لا لاجئين

وردا على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ هناك دولة مقابل أناس يجمّعون بعضهم دون أن يشكّلوا مجموعة بحدّ ذاتها، واضعا علامات استفهام حول الاستقالات الجماعية التي شهدها الائتلاف الوطني السوري بعيد تعيين غسان هيتو رئيسا للحكومة السورية المسماة انتقالية ومؤقتة معطوفة على المساعي الدائمة لترميم الخلافات داخل هذه المعارضة. ولاحظ تزامن استهداف قائد "الجيش السوري الحر" رياض الأسعد مع رفض هذا الجيش لحكومة هيتو، وحذر قائلا: "لا تدقوا بمعاذ الخطيب الآن، وإذا لم تريدوه فحرام أن تدقوا به وتقتلوه".

وأشار أبو فاضل إلى أنّ الخطيب سبق أن قال أنّ تأليف حكومة انتقالية من شأنه أن يقسّم سوريا، لافتا إلى أنّ الرجل ربما وُعِد بشيء ما حتى تراجع عن استقالته أو أنه خاف فعليا، متحدثا في هذا السياق عن تباين واضح داخل المعارضة السورية، مشددا على أن لا وحدة حال بين مكوّنات هذه المعارضة ولا يمكن أن يكون هناك وحدة حال، منبّها إلى أنّ الشعب السوري هو الذي يدفع ثمن كل هذه الخلافات الشرسة في نهاية المطاف. وأضاف: "هناك خلافات متشعبة جدا وعندما تخرج حكومة ويفكروا بالمجيء سوف يقصفهم الرئيس بشار الأسد"، كاشفا أن هيتو قال أنّه لن يعلن مواقع الحكومة خوفا من قصف النظام لها، علما أن هناك الكثير من المجموعات المضلّلة التي تشارك في ما يحصل في سوريا.

وأكد أبو فاضل أنّ رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان يحاول أن يتدخل في سوريا من جهة اللاذقية لكنه لا يعرف ما الذي ينتظره هناك، كما لفت إلى قضية النازحين السوريين وطريقة التعاطي التركي معهم، وما تسرّب خلال اليومين الماضيين عن طرد تركيا لأعداد كبيرة منهم، علما أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان يتخطى عددهم في تركيا بأضعاف ولبنان لا يربّحهم جميلا بذلك كما تفعل تركيا على لسان وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو. وقال: "نحن نعتبر النازحين السوريين إخوة وليسوا لاجئين في لبنان".

بين الأهداف الواضحة والخفية..

وتطرق أبو فاضل إلى زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة، فلفت إلى أنّ أوباما عندما أتى إلى المنطقة كان لديه أهداف واضحة وأهداف مخفية، ورأى أنّ مجيئه إلى فلسطين المحتلة كان عملية اعتراف بالدولة اليهودية وعملية تهنئة بالثورات العربية التي سعت إليها إسرائيل والتي كان برنار ليفي، وهو أحد الشخصيات اليهودية، عرابا لها. وفيما لاحظ أنّ أوباما دعم إسرائيل بـ30 مليار دولار تُدفع خلال عقد من الزمن بالاضافة الى 30 طائرة، استغرب كيف أنه ومع كل ما حصل في المنطقة والمشاكل في الدول العربية كافة إسرائيل تصبح الدولة العظمى وليست الدولة الأقوى فقط ولا يقابلها إلا إيران، مستهجنا في الوقت نفسه كيف أنّ إسرائيل تصرّ يوميا على ابتزاز أميركا والمجتمع الدولي ضدّ إيران.

وردا على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ الأميركيين دعموا إسقاط الرئيس الأسد وإسقاط سوريا، مشيرا إلى أنّ المعادلات تغيّرت اليوم. ونبّه إلى أنه إذا انتصرت أو توسّعت جبهة النصرة وجماعات القاعدة والتكفيريين والأصوليين تُفتح أوروبا أمامهم، ولذلك عليهم إقفال هذه "الحنفية" ما يتطلب ضرب هذه المجموعات والكف عن تسليحها.

المعارضون محبَطون من تصريح هولاند

وكشف أبو فاضل في سياق متصل أنّ بعض المعارضين السوريين في اسطنبول محبطون اليوم إزاء تصريح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وتراجعه عن تسليح المعارضة السورية، وأشار إلى وجود مجموعات لا يمكن للروسي السماح لها بالفوز ولا يمكن أيضا للأوروبيين الموافقة عليها، لافتا إلى أنّ أردوغان سيصبح يوما ما عبئا على الاتحاد الأوروبي، خصوصا بعد أن ذهب بعيدا في مشروعه في سوريا وفي دعم التكفيريين، مجددا القول أن مشكلة أردوغان هي أنه يحلم بالسلطنة العثمانية، وهو ما يرتدّ على سوريا.

واعتبر أبو فاضل أنّ الأمور تتّجه نحو التطرف أكثر وأكثر، متسائلا من الذي سيضرب هذا التطرف، لافتا إلى أنّ السلطات الأميركية اعتقلت جنديا أميركيا سابقا بعد أن دخل من تركيا إلى سوريا وخرج من سوريا إلى تركيا وبعد أن شارك في القتال إلى جانب جبهة النصرة، علما أن التحقيق أثبت أنه استخدم أسلحة دمار شامل خلال قتاله في سوريا. ولفت أيضا إلى أنّ أميركا وضعت جبهة النصرة سريعا على لائحة الارهاب، وهو ما خلق غسان هيتو، علما أنّ معاذ الخطيب أخطأ بموقفه المعارض للخطوة الأميركية إزاء جبهة النصرة. وقال: "عندما استنكر معاذ الخطيب ذلك وطلب من الأميركيين إعادة النظر بحساباته، خلقوا له حكومة مؤقتة لمعاذ الخطيب، لأنّ كلّ من يدافع عن الأصوليين والتكفيريين أصبح في غوانتانامو، وإذا يكمل الخطيب بهذا الاتجاه، ربما يُقتل وربما يُنقل إلى غوانتانامو". ولفت إلى أنّ الأميركيين لا يعاملون من يأخذونهم إلى غوانتانامو كبشر بل كحيوانات.

سوريا لن تكون متروكة

وردا على سؤال في ما يتعلق بالتوازن الدولي الجديد، لفت أبو فاضل إلى أنّ القوة الاقتصادية الأقوى في العالم موجودة عند روسيا والصين وجنوب إفريقيا والبرازيل والهند، مشيرا إلى أنّ هذه الدول تضمّ عدد سكان هو تقريبا أكثر من نصف الكرة الارضية، ملاحظا أنّ لدى هذه الدول اكتفاء ذاتيا كما أن اقتصادها نشيط بخلاف غيرها من الدول.

وأعرب أبو فاضل في أن يبقى الشعب السوري واقفا إلى جانب رئيسه لأن لا خلاص له سوى بهذا النهج، مشيرا إلى أنّ الفرج سيأتي عاجلا أم آجلا، لافتا إلى سوريا تخلق اليوم من جديد. وأكد أن أهم انتصار حققه الجيش السوري اليوم هو بصموده، مؤكدا أنه لن يُسمح ببول بريمر ثان في سوريا، في إشارة إلى ما حصل في العراق والحديث عن أسلحة الدمار الشامل الذي سبق غزو العراق قبل سنوات.

واستهجن أبو فاضل تحويل البوصلة لدى بعض العرب من العداء لاسرائيل إلى العداء لإيران، متسائلا ما هو الشيء العاطل الذي ارتكبته إيران بحق العرب، علما أنها متقدمة في مواقفها من القضايا المدنية بل العروبية. وشدّد على أنّ سوريا لن تكون متروكة، لافتا إلى أنّ رعاية روسيا والصين ودول البريكس موجودة وتنتظرهم في مجلس الأمن، مؤكدا أنّ هناك رئيسين فقط يقرّران في الشأن السوري هما الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وختم أبو فاضل بالاضاءة على أهمية دور الاعلام في الأزمة السورية، وقال: "لديهم إعلام قوي وهم يحاربوننا بالاعلام والاعلان، وعلى السوريين أن يثقوا بأنفسهم، وعلى اللبناني أن يهدئ روعه لنرى كيف نمرّر المرحلة".