اشارت "الاخبار" الى ان "المعلومات الواردة من دمشق تشي بانقلاب الصورة. فبعد الحديث طويلاً عن إعداد قوى المعارضة السورية العدة للهجوم على العاصمة، فاجأ ​الجيش السوري​ أعداءه بعدد من الهجمات المتفرقة في ريف دمشق، وبهجوم موسع في أقصى شرق الغوطة الشرقية". وبحسب مصادر سورية رفيعة المستوى، يمكن القول إن "نتائج الهجمات التي شنها الجيش تعني أن "معركة دمشق" التي كانت تتحدّث عنها المعارضة صارت صعبة، إن لم تكن مستحيلة في المدى المنظور".

وبحسب المسؤولين السوريين، فإن "هذه العملية أدت إلى إطباق الحصار على الغوطة الشرقية، بعد عزل بلدة العتيبة التي تضم ما يمكن وصفه بقيادة عمليات قوى المعارضة في ريف دمشق، وخاصة من جبهة النصرة ولواء الإسلام. وبعدما كان المعارضون في الغوطة يسعون إلى محاصرة دمشق، تمهيداً للهجوم عليها، أتت عملية الجيش السوري خلال الأيام الماضية لتحول المسلحين المعارضين إلى محاصَرين". ولفتت المصادر إلى أن "هذا الطوق قطع طريق الإمدادات البشرية واللوجستية التي كانت تصل إلى المناطق الملاصقة للعاصمة، وخاصة منطقة جوبر، ما سمح لقوات الجيش هناك بتحقيق تقدم ملموس داخل هذه المنطقة".

وفي منطقة قريبة من السيدة زينب، أنزل الجيش السوري خسائر كبيرة بمقاتلي المعارضة، من جبهة النصرة تحديداً، جرى الإيقاع بهم في كمين محكم، علماً بأن "مسؤولين سوريين يشيرون إلى أن قوة "النصرة" التي وقعت في الكمين كان تتجه لتنفيذ عملية كبرى في إحدى مناطق ريف دمشق".

من جهتها، أكدت مصادر سورية معارضة أن "الغوطة الشرقية صارت فعلاً تحت الحصار، متحدّثة عن إعداد العدة لمواجهة هجمات من المتوقع أن ينفذها الجيش السوري في هذه المنطقة".

ما تقدم لا يعني، بحسب ما يؤكد مسؤولون سوريون، أن "جبهة دمشق وريفها ستهدأ، بل إنه من غير المستبعد أن يعمد المسلحون إلى تكثيف عملياتهم الأمنية (بقذائف الهاون وبالسيارات المفخخة) على بعض المناطق، لإيذاء المدنيين، ولمحاولة التقليل من أهمية ما حققه الجيش".

سياسيا، لفتت مصادر سورية لـ"الاخبار" إلى أن "ما جرى ميدانياً خلال الأسبوع الماضي ستكون له نتائج على المفاوضات الجارية بشأن الأزمة السورية برمتها"، مشيرة إلى أن "الرئيس الأميركي ​باراك أوباما​ كان قد استمهل نظيره الروسي فلاديمير بوتين مدة شهرين، للعودة إلى مباحثات جدية بشأن سوريا". وتشير المصادر إلى أن "أوباما استمهل هذا الوقت بعدما تلقى من جهات دولية داعمة للمعارضة السورية، ومن جهات استخبارية تتابع الوضع السوري عن كثب، وتساهم في الحرب الدائرة في سوريا، وعوداً بإحداث نقلة نوعية في المشهد العسكري السوري، في دمشق تحديداً، لصالح المعارضة". وتلفت المصادر إلى أن ما جرى ميدانياً خلال الأيام الماضية، وما سيتبعه لاحقاً، سيدفع الدول الداعمة للمعارضة المسلحة إلى إعادة حساباتها بشأن الوضع برمته في الشام.