أطلق وزيرا الاتصالات والتربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال ​نقولا صحناوي​ و​حسان دياب​ في ثانوية ضهور الشوير الرسمية، المرحلة التجريبية من مشروع Raspberry pi (كمبيوتر صغير بحجم بطاقة الائتمان) للمدارس، وهذه المبادرة للبنان هي الاولى في الشرق الاوسط.

ويهدف المشروع الى تعليم البرمجيات في المدارس وتمكين التلامذة من مهارات البرمجة، ويأتي في سياق تعميم نموذج الاقتصاد الرقمي.

وأشار الرئيس السابق لبلدية ضهور الشوير الياس ابو صعب عن "أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص والذي تجلى في هذا المشروع"، معلنا عن "مبادرة سيقوم بها تقضي بتمويل جزئي لشراء هذه الاجهزة وتوزيعها على كل ثانويات المتن الشمالي".

من جهته، أشار دياب إلى أن "صناعة برمجيات الكمبيوتر كما بات الجميع يعلم أصبحت سلعة عالمية مطلوبة، على إعتبار أنها تفتح الآفاق واسعة امام الشباب والشابات للريادة في الإنتاج وتصدير هذه البرامج إلى الداخل والخارج، وتنسجم هذه المبادرة التي نحن بصددها اليوم مع توجهات المكتب العربي في الإتحاد الدولي للاتصالات التي تنص على دعم مبادرة البرمجيات المفتوحة المصدر OPEN SOURCES SOFTWARE، وإنشاء شبكة خاصة بهذه البرمجيات وتطويرها في الوطن العربي من خلال نشر الوعي والتدريب والدعم التقني وتحديث البرامج ودعم المبرمجين والناشطين والعمل على اعتماد البرمجيات الحرة، في الإدارات العامة والمؤسسات التعليمية"، مؤكدا أن "تلامذتنا سيشكلون نواة إبداعية في هذا المجال، ومصدرا إقتصاديا مهما وداعما للاقتصاد الوطني في المستقبل".

بدوره، رأى صحناوي أن "أهمية هذا المشروع، الذي نطلقه بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وبهبة من مؤسسة منى بسترس، تكمن في انه ركن رئيس في البيئة الحاضنة للاقتصاد الرقمي، إذ انه يشكل نقطة تحول في النظرة الى التعليم الحديث حيث يجري تمكين التلامذة من مهارات تعكس حاجة سوق العمل"، لافتا إلى أن "الـ Raspberry pi كمبيوتر صغير بحجم بطاقة الائتمان، ذو تكلفة منخفضة، تنتجه بريطانيا، وهو متعدد الاستعمالات يستخدم في مجالات عدة يمكن لجهاز الكمبيوتر الخاص ان يقوم بها، مثل جدولة البيانات ومعالجة النصوص والألعاب، وهو قادر على تشغيل الفيديو عالي الوضوح، ويعتبر ايضا اداة جيدة لتعلم البرمجة"، قائلا: "من هنا كانت الفكرة باستقدام هذا النوع من التكنولوجيا، والعمل على ادخالها في البرامج المدرسية شيئا فشيئا، خصوصا بعدما ثبت ان البرمجة والمعلوماتية هي صناعة رائدة عالميا، لكن المتخصصين فيها هم قلة. ففي أميركا الشمالية، على سبيل المثال، يحمل 2 في المئة فقط من المتخرجين الجامعيين شهادات في المعلوماتية وبرمجة الكومبيوتر في مقابل 60 في المئة من الوظائف في سوق العمل هي وظائف في مجال البرمجة والكومبيوتر، علما ان الدور الذي لعبته الصناعة البرمجية، جعلت منها الرائدة في عالم الصناعة برمته".

وأشار الى ان "تحقيق هذا المشروع المشترك بين وزارتي الاتصالات والتربية يضاف الى المشروع المشترك الرائد الآخر وهو مشروع توزيع الالواح الالكترونية للطلاب والشباب بأسعار مدعومة وبمحتوى عالي الجودة، ويقدم نموذجا ناجحا عن تكامل الجهود وعمل الوزارات في سبيل النهوض بلبنان وتنميته وتحديثه، كما لجهة توسيع مروحة الاختصاصات بحيث يواكب المتخرجون فعليا سوق العمل، مما يفتح الباب واسعا امام مزيد من فرص العمل في الاقتصاد الرقمي، السبيل الوحيد راهنا لانتشال لبنان من ازماته الاقتصادية والمالية وللمراوحة القاتلة التي انتجها اقتصاد الريع".