أكد نائب وزير الخارجية الروسي ​ميخائيل بوغدانوف​ أن "بلاده ضد التدخل من كل الجهات في الصراع السوري"، لافتا إلى أن "هذا موقف معلن وكررناه اكثر من مرة"، مشيرا إلى أنه "التقى الأمينت العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بناء على دعوة وجهها اليه، وقال له انه لم تكن لديهم اي رغبة في التدخل في سوريا"، موضحا أن "الازمة في سوريا بدأت قبل عامين، اما تدخل "حزب الله" فجاء الآن فقط"، قائلا: "أنا لا ادافع عن الحزب، لكن انقل ما قاله نصرالله خلال اللقاء، وهو قال إن التدخل جاء عندما وصلت المعارضة المسلحة الى دمشق، وأن هؤلاء آلاف من المسلحين بشكل جيد جدا ويضمون في صفوفهم مقاتلين اجانب وجهاديين، وأن الحزب درس الموقف وعندما رأى ان ثمة خطراً جدياً ان تسقط دمشق قرر ان يتدخل ويساعد اصدقاءه وحلفاءه في دمشق".

وفي حديث صحافي، أوضح بوغداوف أنه "قال لنصرالله ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان جاء في بداية العام الى موسكو وتحدث عن اعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس، وأن هذا ليس قرار الرئيس بل قرار كل الجهات اللبنانيين، فقال ان قيادة الحزب التزمت بالإعلان، لكن عندما رأت ما يجري على الأرض وأن مقاتلين ينطلقون من اراضي لبنان وجدت ان الاعلان شيء والواقع على الارض شيء آخر تماما، وأن المقاتلين والجهاديين اقتربوا من الاحتفال بالنصر في دمشق، لذلك كان تدخل مقاتلينا ضروريا"، مؤكدا أن "الحزب لديه قاعدة شعبية لا يمكن تجاهلها وممثل في البرلمان بقوة"، لافتا إلى "اننا ندرك تأثير الحال السورية في لبنان وفي كل بلدان المنطقة، لذلك ندعو إلى سرعة الانتقال الى الحل السياسي، والوصول إلى حل يقوم على اساس المصالحة"، معتبرا أن "الصراع الذي يأخذ بعدا دينيا لا يمكن حصره في مكان واحد والمقاتلون الذين يذهبون الى سوريا سيعودون الى بلدانهم ويشكلون خطرا يذكر بظاهرة الافغان العرب"، معلنا أنه "لدينا معطيات امنية عن وجود نحو 300 مقاتل من شمال القوقاز في سوريا لذلك نقول ونكرر ان امامنا خطر اتساع نشاط الارهابيين وعلينا المسارعة في ايجاد الحل السياسي".

وفي سياق آخر، أشار بوغدانوف إلى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان طلب خلال لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون توسيع الوجود الروسي في كل عمليات حفظ السلام، ثم ظهرت حالة خاصة ومعينة في الجولان، لذلك تقدمنا باقتراحنا"، لافتا إلى أن "اتفاق فض الاشتباك موقّع في 1974 وكانت الظروف الدولية مختلفة عندها، ولم تكن لدينا علاقات صداقة مع اسرائيل، أما الآن لدينا علاقات جيدة جدً مع الشركاء الاسرائيليين، ومبادرتنا مطروحة وننتظر الرد"، مؤكدا أن "دمشق رحبت، والاسرائيليون يفضلون بقاء النمسويين او فريق آخر من خارج مجلس الامن، لكنهم معنيون بألا يكون هناك فراغ".

واعتبر بوغدانوف ان "تحديد موعد مؤتمر "جنيف – 2" لن يكون ممكنا قبل اتضاح طبيعة وآليات مشاركة الجهات السورية المعارضة"، مؤكدا أنه "ليست لبلاده تحفظات عن مشاركة أي فريق معارض باستثناء "الارهابيين"، مشددا على "أهمية تسريع وتيرة نقل الصراع إلى المسار السياسي"، معتبراً ان "العالم أضاع عاماً بعد اتفاق جنيف"، مشيرا إلى "اننا نفهم منطق بعض الجهات التي تدعو الى تمثيل المعارضة في وفد موحد مع تأكيد أن اسس تشكيل الوفد يجب أن تكون مقبولة لكل من فيه، ويفضل ان يكون في المؤتمر وفدان يمثلان الحكومة والمعارضة، لكن اذا لم يتوافر ذلك يجب ضمان مشاركة الجميع، لأن من لا تتوافر له فرصة الحضور سيعتبر ذلك انتقاصاً وتعمداً لعزله وسيقول انه لا يريد تحمل مسؤولية النتائج وبذل جهد لتطبيقها".

ودافع في حديث صحافي عن "حق بلاده في تنفيذ عقود السلاح الموقّعة مع حكومة شرعية"، مستغرباً "الضجة المثارة حول الموضوع بينما ينشر الأميركيون صواريخ مماثلة في تركيا والأردن"، مضيفا أن "قيادة دمشق اعلنت وليس لنا فقط بل في مرات عدة آخرها كان حديث وزير الخارجية وليد المعلم في العراق أن دمشق لا تضع شروطاً مسبقة ومستعدة لإرسال وفد الى جنيف"، لافتا إلى "اننا ننطلق من ان المؤتمر المفتوح سيتم على مستوى وزراء الخارجية، ما يعني ان المعلم يمكنه ان يقود الوفد، ومن جانب الحكومة السورية لم نر اعتراضاً وتلقينا تأكيدات في هذا الشأن".

وشدد على أن "مصير البلد ومصير من يقوده يجب ان يكون في ايدي الشعب السوري، لذلك كل من لديه افكار او اقتراحات عليه ان يذهب ويناقشها هناك في المؤتمر، وهذا الموضوع ليس عند روسيا او الاميركيين بل يجب ان يحل من طريق حوار السوريين"، لافتا إلى "اننا عندما اتفقنا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان الحديث عن عقد المؤتمر في نهاية أيار، الآن نقترب من نهاية حزيران وما زلنا لا يمكننا بعد تحديد موعد"، مضوحا أن "المشكلة الاساسية كيف نحدد المشاركين، وخصوصاً المعارضة".

وأكد بوغدانوف "اننا مع وقف اطلاق النار ولا نقول ذلك اليوـ نحن مع وقف اطلاق النار منذ عام"، لافتا إلى أنه "عندما بدأ الحديث عن الحل السياسي قبل عام كان الوضع على الارض مختلفاً والمعارضة المسلحة اقتربت من دمشق، وعندها قلنا تعالوا نبدأ المسار السياسي فلم تستمع الينا الجهات".

وردا على سؤال حول لماذا لم تنظم روسيا عملية اجلاء جماعية لرعاياها في سوريا، قال بوغدانوف: "من يريد ان يغادر سوريا من مواطنينا نحن نقدم له كل الدعم، لدينا نحو 30 الف زوجة، لكن كثيرين لا يسجلون في القنصليات الروسية، بالدرجة الاولى نساء وأطفالهن، وهم منتشرون في كل المناطق، وبعضها تحت سيطرة المعارضة وبعضها الاخر تحت سيطرة الحكومة، لكن كل الشركات الروسية غادرت سوريا عمليا".