كشفت معلومات أمنية لـ"الأخبار" أنّ "الدولة الإسلامية في العراق والشام" اتّخذت قراراً، أخيراً، بـ"تنفيذ عمليات انتحارية ضد أهداف شيعية في لبنان"، لافتة إلى أنّ "بنك الأهداف يتضمّن أيضاً شخصيات سنية تدور في فلك حزب الله". واشارت المعلومات، التي تتقاطع مع أكثر من جهاز أمني، إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" ينوي جدياً نقل المواجهة مع حزب الله إلى داخل الأراضي اللبنانية. وتعزّز هذه الفرضية اعترافات الموقوف حسّان م. الذي أوقفه فرع المعلومات في إحدى البلدات البقاعية. إذ أقرّ بأنّه باع سيارته إلى أشخاص ينتمون إلى تنظيم "الدولة الإسلامية". وكشف أنّه بعد ضبط السيارة المفخّخة في منطقة المعمورة في الضاحية الجنوبية، احتجّ لدى أمير "الدولة الإسلامية" أبو عبدالله العراقي على تفخيخ السيارة رغم أنّها لا تزال مسجّلة باسمه. فأبلغه العراقي بأنّهم لم يُفخِّخوا سيارته، وإنما استخدموها لـ"نقل الانتحاريين باعتبار أنّها شرعية، لكن حزب الله اعتقل الأخوة الذين كانوا يستقلّونها، وظهّر الأمر إعلامياً وأمنياً على أنّه ضبط سيارة مفخخة كي يُبقي على المعتقلين لديه". وكشفت المعلومات الأمنية عن "تورّط هؤلاء في تفجير الرويس أيضاً، مشيرة إلى أنّ واضعي السيارة المفخخة جاؤوا عبر عرسال بالتنسيق مع أحد أبناء البلدة البقاعية".

وبحسب المصادر الأمنية، "ما يسري على التحقيقات في سيارتي الرويس والمريجة، قد ينسحب أيضاً على تفجيري السفارة الإيرانية". إذ إنّ "المخطَّط والدافع والأسبقيات موجودة". وبذلك، يكون تنظيم "الدولة الإسلامية" بقيادة "الأمير أبو بكر البغدادي" أعلن الحرب في لبنان. وهذا احتمال يقابله احتمال آخر حول وجود تنسيق بين "الدولة الإسلامية" و"كتائب عبدالله عزّام"، لا سيّما أنّ امكانات التنظيم العراقي أكبر وقدراته التنفيذية أعلى، على ان يُعهد إلى "الكتائب"، بشخص زريقات، تبنّي العملية، علماً أن المعلومات الأمنية تُشير إلى أنّ الأخير موجود في سوريا منذ أكثر من عام، وهو يتردد إلى الأراضي اللبنانية بين حين وآخر. وتشير المعلومات أن الـ IP المستخدم في حسابه على "تويتر" يؤكّد وجوده داخل الأراضي السورية، وأنه استأنف النشاط على حسابه في الأيام القليلة الماضية. وليل أمس، اختفى الحساب عن "تويتر"، من دون أن يُعرف ما إذا كان الموقع حذفه، ام ان صاحب الحساب أغلقه، علماً بأن حساب "كتائب عبد الله عزام" اختفى بدوره.

في المقابل، كشفت معلومات أمنية أخرى لـ"الأخبار" عن وجود توجّه عام لدى قيادة "الكتائب" للدخول في مواجهة من هذا النوع مع حزب الله. وتشير المعلومات نفسها إلى أن "غرفة العمليات المتمثّلة بكل من الشيخ السعودي ماجد الماجد والشيخ الفلسطيني توفيق طه لن تتردّد لحظة في تنفيذ هجوم كهذا"، مستندة في ذلك إلى مضمون البيانات التحذيرية التي وجّهها الماجد لكل من "​الشيعة​ وحزب الله بضرورة التبرّؤ من طاغية الشام والانسحاب من القتال في سوريا ضد أهل السنّة حقناً لدمائهم". وألقى الماجد الحجّة وفق قاعدة "أعذرَ من أنذر".