أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى ان "الذين كتبوا تاريخ الإخوان المسلمين من الأجانب، أجمعوا أنها حركة قامت بتأسيسها ​بريطانيا​ ودخلت معها ألمانيا وتلقفتها أميركا، ويتطابق مع تلك الروايات كتابات ومقولات من انشقوا عن الحركة، وكان الشيخ محمد الغزالي أول من اتهمها بأنها حركة "ماسونية" وكذلك من قرأوا الوثائق البريطانية، أو العاملون والمطلعون على العلاقة مع الـ"سي.آي.إيه" الأميركية، وتطابق أفكارهم وأهدافهم مع الخمينية وبقية الأحزاب الدينية الأخرى التي تتعاون مع تنظيمهم العالمي".

وفي الموقف اليومي للصحيفة، أضافت ان "رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون طالب بإجراء تحقيق حول الدور الذي تقوم به هذه الجماعة في بريطانيا من عنف وتطرف، ولا يأتي هذا الإجراء إحترازياً فقط لولا أن المؤشرات أعطت إنذارات جديدة، وخاصة بعد إعتبار الجماعة منظمة إرهابية صدرت من منبتها في مصر، وقد صاحب الموقف العديد من الآراء والأفكار"، لافتةً إلى ان "المؤيدين للإخوان إعتبروا بريطانيا خضعت لضغوط سعودية وهذا ينافي الحقيقة إذ بريطانيا هي مأوى الحركات المناوئة لبلدان عربية وغيرها بما فيها سعوديون، ونتذكر أن أحد المتطرفين "أبوقتادة" عاش في بريطانيا لاجئاً ومناوئاً لها خسرت عليه ملايين الجنيهات في حريته وسجنه، ومع ذلك بقي القضاء في صفه، إلى أن تجاوز حدود القانون، وهذا يدل على أن فتح ملفات الإخوان ومن قبل بريطانيا تحديداً لا يتصل بشهوة الانتقام أو التعاون مع دول تدينهم وتلاحقهم قضائياً، مدركة أن الوضع وصل إلى الاحتراز الأمني وبناء على معلومات أمنية لا تقبل التهويل من الحدث ولا مجاملته، بمعنى أن التصرف ليس له دخل بأي ضغط خارجي وكلنا نعرف أن أدوار بريطانيا في المنطقة لم تكن نظيفة أو مستقيمة كأي قوة ترجح مصالحها على أي دولة صديقة أو عدوة حتى أنها سنت قوانينها على التلاعب بالعقول وإدارة السياسات بنفوذ وعقل لم يسبقهما عليه أي دولة دخلت المنطقة سلمياً أو حربياً".

كما أشارت الصحيفة إلى ان "تعامل بريطانيا مع الإخوان المسلمين لا يعرّف بالخلاف والعداء ولكنه بأسلوب التقويم، فقد تعاونوا معها بما يخدم كل فريق، ولكن أن تتكشف وجوه وسلوكيات تتناقض مع الهدف البريطاني - الإخواني، فالصورة قد تنقلب وهناك من يتهم بريطانيا بأنها من نسقت معهم اغتيال جمال عبدالناصر وأدواراً أخرى بمصر وخارجها، غير أن ما يطرح من مبررات في أوساط بريطانية أن إتخاذ أي قرار بإعتبار الإخوان منظمة إرهابية سوف يدفعهم إلى إتباع نهج إرهابي أكبر، وقد ينخرط البعض في صفوف القاعدة، وهذه حالة قائمة لا تحتاج إلى تبرير أو احتمالات، إذ إن سلوكهم في مصر سواء داخل المدن أو سيناء هو نموذج للقاعدة، وداعش والنصرة وغيرها، بل إن أي هدنة معهم سوف يكون مجرد إعطائهم فرصة لتقوية أدوارهم الخطيرة في المنطقة وخارجها".

وتساءلت الصحيفة: "هل البريطانيون وصلوا إلى قناعة أن الإخوان خطر قادم يجب التعجيل بدرئه، أم أن معلوماتهم هي من أعطت الإنذار والتصرف بحذر؟، ذلك ما ستكشفه الأيام".