ذكرت صحيفة "الأخبار" ان التصريح المنسوب إلى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، عن استبعاده المرشحين من 8 و 14 آذار لرئاسة الجمهورية، أثار لغطاً كبيراً في الأوساط المارونية، ولاسيما لدى الأقطاب الثلاثة: رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل، رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

وبحسب الصحيفة، أدى هذا الأمر، إلى تأجيل اجتماع اللجنة السياسية المنبثقة عن اجتماع الزعماء الموارنة الأربعة في بكركي، الذي كان مقرراً أمس.

وكشفت "الأخبار" أن النائب البطريركي العام المطران سمير مظلوم اتصل بممثلي الأحزاب المسيحية بواسطة المونسينور سعيد سعيد، مبلغاً إياهم قبل ساعتين من موعد اللقاء، قرار إرجائه إلى الرابع والعشرين من الشهر الجاري. وبرر هذا القرار بأن "ممثلي حزبي القوات اللبنانية والكتائب لن يشاركا، إضافة إلى أن تيار المردة لم يؤكد حضوره". وقالت مصادر مواكبة لعمل اللجنة إن أصداءً سلبية وصلت إلى بكركي، وخصوصاً بعد "كلام الراعي على أنه يشجع انتخاب رئيس توافقي، لا ينتمي إلى فريق الثامن ولا الرابع عشر من آذار". وأشارت إلى أن المجتمعين قرروا التوقف عن الاجتماعات، اعتراضا على كلام البطريرك. وأوضحت "أن المرشحين المستقلين الذين يتلطون بعباءة بكركي، سارعوا إلى الاتصال بنا، متنصلين من كلام الراعي، مؤكدين أن لا دخل لهم به".

ورأت المصادر أن هذه الخطوة هي "مبادرة إنقاذ للجنة بكركي، التي كانت مهددة بالانحلال، وخصوصاً بعد حديث الراعي الأخير، وحسناً فعلوا". وقالت إنه بعد تصريح البطريرك، "أُبلغت دوائر الصرح في بكركي أنه قد يكون هناك اعتراض خطي على محضر الاجتماع، ومقاطعة للجلسات المقبلة". ورأت أن "كلام الراعي سدد ضربة إلى جهود اللجنة التي سعت إلى وضع المبادئ الستة التي أعلنتها بكركي. ولم تتوقف جهودها هنا، فنحن كنا سنبحث اليوم (أمس) في الضمانات التي ستحافظ على الأفرقاء المسيحيين، في ظل وجود حكم قوي وجامع".

وعن توضيح الراعي موقفه، تساءلت المصادر: "إلى متى سنبقى نسمع الكلام وعكسه من سيدنا؟"، وأضافت: "صحيح أن المطران مظلوم كان قد حدد موعداً ثانياً للاجتماع، إلا أننا لم نتلق تكليفاً رسمياً من قيادتنا". وفي هذا الإطار، يقول أحد المقربين من بكركي إن على الأخيرة الانتقال إلى مستوى آخر، "فالحوار لن يكون فعالا بعد اليوم إلا إذا كان على مستوى القادة الأربعة".