كما كانت في حرب تموز رائدة ومتقدمة في مواجهة العدوان الصهيوني ـ الأميركي، ولعبت الدور الريادي في بث ثقافة الصمود والمقاومة وفضح المتخاذلين المستسلمين الذين حاولوا إضعاف معنويات الشعب للنيل من صمود المقاومين في الميدان. كذلك كانت المنار في سورية تحمل راية المشاركة عبر الكاميرا في نقل حقيقة صمود الجيش السوري والشعب السوري ولجان الدفاع الوطني في تصديهم للعصابات الإرهابية المسلحة، وللحرب الإعلامية المضللة التي تبثها القنوات المأجورة الموجّهة من قِبل الدول المتآمرة على سورية والمقاومة، والتي تقود الحرب وتموّل الجماعات الإرهابية وتسلّحهم وتدرّبهم لتدمير سورية واستنزافها ومحاولة كسر ظهر المقاومة.

المنار وفريقها التلفزيوني كانوا روّاد الكلمة الحيّة التي تنبض بالصورة المشعة بالحقيقة وتباشير انتصار سورية جيشاً وشعباً وقيادة على قوى التكفير المجنّدة من الاستخبارات الأميركية والخليجية والتركية، وتماماً كما كانت في حرب تموز مبشّرة بالانتصار على الحرب الكونية التي استهدفت سحق المقاومة، فإذا بالمقاومة وإعلامها يدحرون ويهزمون الجيش الصهيوني الذي قيل عنه يوماً بأنه لا يقهر، وشُبّه بالأسطورة التي تحطمت عند أقدام المقاومين الراسخة والثابتة جذورها عميقاً في أرض الجنوب، الذي أنبت المقاومين البواسل كما أنبت الشهداء القادة الذين بذلوا دماءهم في سبيل تحقيق حرية الوطن والشعب.

إن شهادة فريق قناة المنار التلفزيوني هي تأكيد جديد على أن إعلامييها هم مقاومون بواسل لا يقلون تضحية بدمائهم واستعداداً للشهادة عن المقاومين الأبطال الذين يسطّرون في الميدان ملاحم البطولة، دفاعاً عن عزة هذه الأمّة وكرامتها عبر تصديهم لقوى الاستعمار وأدواتهم الإرهابية والساعية إلى محاولة تفتيت سورية، ومن خلالها تمزيق وتفكيك الأقطار العربية لتصبح لقمة سائغة وفريسة سهلة لهيمنة المستعمر الذي يجهد لإعادة إنتاج نفوذه وإنعاش مشروع هيمنته على المنطقة والعالم، وتمكين الكيان الصهيوني من تشريع وجوده كدولة يهودية عنصرية، تستمد مبررها من الكيانات الطائفية والمذهبية والعرقية التي خطط لإقامتها في سياق المشروع الشرق أوسطي الجديد، فيما لو قدر له أن يتحقق ويسود على أرض الواقع.

ولهذا كما كان للمقاومين الأبطال الذين خاضوا ويخوضون القتال المشرّف إلى جانب ضباط وجنود الجيش العربي السوري في مواجهة العصابات الإرهابية التكفيرية وتمكنوا من إلحاق الهزائم القاسية بهم وإحباط مخططهم، أيضاً كان للمنار دورها المتقدم في فضح حقيقة هؤلاء الإرهابيين المستترين خلف الدين الإسلامي يحاولون تشويه صورته والإساءة إلى قيمه السامية، عبر ممارساتهم السادية الشنيعة المتمثلة في قتل الناس بلا رحمة ذبحاً وانتزاع أكبادهم لمجرد أنهم يخالفونهم الرأي والتفكير.

لقد كان للمنار وفريقها المقدام الدور السبق في كشف هؤلاء، وفضحهم للرأي العام بالصورة والصوت الناضحتين بحقيقتهم التي لا تحمل أي سمة من سمات الإنسانية والأخلاق وقيم الحرية والديمقراطية التي زعموا في بداية الأزمة السورية أنهم يريدون بلوغها. فإذا بهم يقدمون نموذجاً لا يضاهى في الإجرام والتخلف الذي يفوق بجاهليته جاهلية القرون الوسطى من أكلة لحوم البشر وتتجاوزهم في بشاعتها وإجرامها.

فهنيئاً للمنار شهادة كوادرها الإعلاميين الذين كانوا منارة تشع بالحقيقة كما قناتهم النابضة دوماً مقاومة والثابتة على قيم ومبادئ الكفاح والنضال الوطني والقومي المشرف في سبيل التحرر من براثن الاستعمار وأدواته الرخيصة.