دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك ​غريغوريوس الثالث لحام​ في رسالة وجهها بمناسبة عيد الفصح المجيد، الى ان "نعلن معا جميع السوريين، لنعلن إيماننا بالقيامة، بالحياة. نؤمن أومن بالحياة بالمحبة بالتسامح، بالرحمة، بالمودة، بالمصالحة، بالمسالمة، بالغفران، بالأخوة، بالإنسانية، بالتراحم، بالتضامن. ولا أومن بالعنف والقتل والإرهاب والانتقام، هناك آلام كثيرة يعاني منها الشعب السوري بكل طوائفه وأطيافه. وكل يوم نطالع إحصائيات مرعبة حول معاناة المواطن السوري".

واشار الى ان "كنيسة دمشق المتألمة، لا بل كنيسة سوريا المتألمة، تتحول إلى آلاف الأيادي الضارعة لأجل ضحايا الحرب والعنف والإرهاب. ولأجل السلام والأمان والمصالحة والمحبة والاستقرار وإنهاء معاناة الملايين من النازحين والمتألمين والمخطوفين والمعوقين والمحزونين والجرحى، وهكذا تتابع كنيسة دمشق وكنيسة سوريا درب الصليب، ولا تترك شعلة الأمل تنطفئ في قلوب ونفوس مؤمنيها، كما أوصانا قداسة البابا فرنسيس، ودعانا إلى أن نحافظ على "شجاعة الصلاة".

وناشد العالم بأجمعه باسم الفقراء والضعفاء، والشهداء والضحايا والجرحى، والمخطوفين والثكالى واليتامى، والنازحين والذين بلا مأوى، والجائعين، والأطفال والرضع والحوامل، والرجال والنساء والشباب، وطلاب المدارس والجامعات، والعجزة، والمعوقين والمشوهين، والخائفين واليائسين والمحبطين والمشككين هؤلاء ألتقي بهم تكرارا على الحدود السورية - اللبنانية، أثناء تنقلي بين دمشق وبيروت، ومن خلال زياراتي لبيوت وأسر الشهداء والضحايا والمتضررين. كلهم تساورهم مشاعر من الخوف والتساؤل على مصير أسرهم وأطفالهم وشبابهم، واتوجه إلى دول العالم العربي والغربي، وأناشدهم وأقول لهم: إرحموا سوريا يا دول العالم! أتركوا سوريا للسوريين، أتركوا السوريين لشأنهم! كفاكم إرسال السلاح والمحاربين والمرتزقة والمجرمين والمسلحين والإرهابيين والجهاديين والتكفيريين"

اضاف "نقول لهم بصراحة وعزم: الحرب لم تنجح، العنف لم ينجح، السلاح لم ينجح، تزويد المسلحين بالسلاح على أنواعه لم ينجح، نظرياتكم ونبؤاتكم بسقوط سوريا رئيسا وحكومة، منذ بداية الأزمة وفي أشهرها الأولى عام 2011، لم تنجح، والدعايات الإعلامية المزورة لم تنجح، والمشاريع التآمرية عربيا وغربيا لم تنجح، والعقوبات الاقتصادية لم تنجح، والتهديدات بالحديد والنار لم تنجح والتحالفات لم تنجح أمام كل هذه الإخفاقات أما حان الوقت لأن يقتنع العالم أن الحرب لا أحد رابح فيها وأن الحل السلمي هو سيد الأحكام وأن السوريين هم وحدهم الذين يقررون مصيرهم، ومن يكون رئيسهم، ومن تكون حكومتهم، وما هو دستورهم؟، أم أن العالم مصمم على متابعة حرب إبادة ضد الشعب السوري، وتدمير مؤسساته، وإزهاق أرواح مواطنيه، وتدمير كنائسه وجوامعه وتراثه الحضاري، وإفقار شعبه وتجويعهم وتشريدهم، وإزهاق أرواح مواطنيه، وكسر معنوياتهم وصمودهم؟ وذلك لأجل تحقيق مصالحه وتنفيذ مخططاته؟".

ودعا "للعمل على إحلال السلام في سوريا فإن سلام سوريا هو سلام المنطقة بأسرها سوريا تستحق إهتمام العالم بأسره، ومحبة العالم وثقة العالم . لا نريد أن تكون سوريا أرض الحرب والقتل والعنف والإرهاب، بل أن تكون كما نقرأ في اليافطات المنتشرة في شوارع دمشق: سوريا أرضك المقدسة أرض المحبة والسلام، وليغادر أرض سوريا الطاهرة كل من يدمر محبتنا وعيشنا المشترك، ويقتل ويسفك الدماء على أرضنا، ويزرع أفكار التكفير والبغض والكراهية وإقصاء الآخر والفتنة والطائفية والتفرقة وهي كلها أفكار موت وتقود إلى الموت".

وتابع "نؤكد بصدق وإخلاص واحترام لكل الفئات في سوريا، الدولة والمعارضة وأي فريق آخر، ونقول للدول العربية والاتحاد الأوروبي وأميركا وروسيا والصين إن مؤتمر جنيف 2 أو 3 بجب أن يبدأ في سوريا. نحن نصنع جنيف 2 و 3. ونحن ولا أحد غيرنا نحن السوريين يمكنه أن يعيد الأمن والأمان والاستقرار إلى سوريا".

واعلن عن "ترحيبه بقداسة البابا فرنسيس، ونشكر له محبته لسورية وصلاته لأجلها، وذكره لها في كل مناسبة، ودعوة الجميع للعمل لأجل سلامها. ونأمل أن يزور سوريا للاحتفال بنصرها وسلامها".