اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال تراؤسه رتبة سجدة الصليب على مذبح الباحة الخارجية للصرح "كابيلا القيامة"، "اننا نذكر بصلاتنا، أمام آلام المسيح المحيية وموته الفادي، جميع المرضى والمتألمين بكل أنواع الآلام الجسدية والمعنوية والروحية، أكان من جراء مرض او حرب او ظلم او عنف او إرهاب، أكانوا في حالة تهجير ام تشريد ام خطف ام احتجاز، ام في حالة خوف او اضطراب او يأس، سواء كانوا فقراء او مدمنين او معتدى عليهم. ان صراخ آلامهم يمس قلب الله. نلتمس من المسيح الفادي الذي حمل صليب الخطيئة والشر، ان يساعدهم على حمل صليبهم، وعلى إدراك قيمته الخلاصية المستمدة من آلامه، وان يعزي قلوبهم بنعمته، ويرسل اليهم من يحمل لهم محبته ورحمته. ونسأله ان يخفف من آلامهم، ويضع حدا لأسبابها، فهو قادر على كل شيء، إياه نمجد، وله نسجد في كل حين وحال".

اضاف الراعي في عظته بعنوان "طعن وعوقب بسبب آثامنا وبجرحه شفينا"، ان "انجيل آلام المسيح الإله، فادينا وموته كما رواها الانجيليون الاربعة، يدعونا للتأمل في عظم محبة الله الظاهرة في يسوع المسيح، وهي محبة افتدتنا وكفرت عن خطايانا، وأفاضت على العالم غفران الله ورحمته. محبة تدعونا لنبادل الله محبة بمحبة، فنكون في مجتمعاتنا التي يسودها البغض والعداوة، شعب المحبة والرحمة، ننشر ثقافة الغفران والمصالحة في عالم الإساءات والنزاعات".

وختم الراعي: "ايها الرب يسوع، إنا نسجد لآلامك، ونشكرك عليها وعلى تعليمك، ونمجدك ونتبارك بنعمة موتك لفدائنا، ضم الى آلامك المقدسة كل آلامنا، وآلام البشر أجمعين. لقد ضممت الجميع الى قلبك ببسط يديك المقدستين على الصليب، وسع الدنيا. أطلقنا في لبنان وهذا الشرق شهودا لمحبتك ورحمتك، حاملين كل يوم، في عقلنا وقلبنا، تعليمك الأخير، من على صليبك، وساعين الى نشره ثقافة وحضارة حياة. بهذا الالتزام، نسجد لك ايها المسيح ونباركك، لانك بصليبك المقدس خلصت العالم،آمين".