لا تُقلق الحملة الانتخابية لرئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع والتي قد تشبه إلى حدّ بعيد الحملات الرئاسية الغربية، رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون. فهو يبدو مطمئنا لنتائج المعركة الرئاسية قبل أيام من الموعد الأول الذي حدده رئيس المجلس النيابي نبيه بري لانتخاب رئيس، بالرغم من عدم تبنّي حلفائه وحتى الساعة ترشيحه غير المعلن رسميًَا.

ولا يأتي اطمئنان عون من فراغ، فهو وبحسب مصادر مقرّبة منه يعتمد على أكثر من عنصر بات متوافرًا وكفيلا بتعبيد طريق قصر بعبدا أمامه. ولعلّ الدعم الأميركي لترشيحه، القاعدة الاساس التي يتكىء عليها عون، الذي أُبلغ بدعم روسي وسوري وايراني مماثل.

وتشير المصادر إلى أنّ علاقة الرابية بالولايات المتحدة الأميركية تسير يوما بعد يوم الى الأفضل خاصة بعد الثناء الأميركي على كيفية ادارة التيار "الوطني الحر" لملف النفط، لافتة إلى أنّ علاقة عون-أميركا بدأت تتطور في الايام الاخيرة للسفيرة الاميركية السابقة مورا كونيللي في لبنان وانسحبت لولاية السفير الحالي ديفيد هيل.

ويعوّل عون على ما يقول أنّها "المرة الأولى التي يُجمع فيها الأخصام وبالتحديد أميركا وروسيا على دعم طرف وليس مرشحا وسطيا"، وهو ينتظر تماما كزعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري قرارا سعوديا نهائيا لجهة السير بترشيحه او عدمه، وتؤكد المصادر أن الحريري يفضل السير بعون للرئاسة نظرا لكونه يتطلع لهدوء سياسي يؤسّس لارتياح اقتصادي–اجتماعي في المرحلة المقبلة، "هذا عدا عن أنّه يعي تماما أنّ مناطق نفوذه أي طرابلس وصيدا وعرسال وبيروت لم تعد تحتمل معارك عبثية جديدة".

وتنفي المصادر نفيًا قاطعًا ما يحكى عن برودة في العلاقة مع "حزب الله" أو عن عدم تأييد الحزب جديا لترشيح العماد عون، "فالحزب يثق تماما أنّ ما أعطاه إياه عون خلال مرحلة الأزمات والحروب سيعطيه ضعفه في زمن الاستقرار".

ويعتبر عون، بحسب المصادر، أن وصوله لسدّة الرئاسة سيمهّد الطريق لوصول رؤساء أقوياء في المرحلة المقبلة وعلى رأسهم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية.

وبالمقابل، لا تزال مصادر واسعة الاطلاع في قوى "8 آذار" غير واثقة من حظوظ العماد عون بالرئاسة وتنتظر ما ستؤول اليه اتصالاته والمفاوضات التي يجريها ان كان داخليا او اقليميا أو دوليا.

وتشير المصادر الى احتمال دخول البلاد في فترة من الفراغ قد يليها تسوية تأتي بقائد الجيش جان قهوجي الى سدة الرئاسة، جازمة بأن الجلسة التي حددها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأسبوع المقبل لن تأتي بأي ثمار، "فستذهب كل الكتل الى المجلس لكن النواب لن يدخلوا القاعة العامة متحججين بأن لا مرشحين بشكل رسمي للرئاسة الا رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع".

واستبعدت المصادر أن يكون هناك أي حظوظ للمرشحين الوسطيين على غرار الوزيرين السابقين زياد بارود ودميانوس قطار، لافتة الى أن حظوظ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة انتفت أيضا. واضافت: "كل الاسماء المطروحة حاليا محروقة، الا اذا كان هناك اسم لم يكشف عنه بعد سيُسدل عليه الستار في الوقت المناسب".