انتقد نائب وزير الخارجية السورية ​فيصل المقداد​ السياسة الفرنسية، معتبراً أنها "المتهم الأول بمجازر إبادة الجنس البشري كما ورد على لسان الرئيس الراوندي بول كاغامي، وأنها تعيش عقدة النقص تجاه الإذلال الذي نالها من مقاومة السوريين في القرن الماضي".

وفي مقال له في صحيفة "البناء" اللبنانية، أشار المقداد إلى انه "لم يحدث في تاريخ الأزمة التي تعيشها سوريا، ولا تاريخ الحرب التي تشنّ عليها، وتدفع سوريا أثمانها الغالية، أن سجلت لدولة من الدول درجة التورّط وحجم التدخل كما هو حال ​فرنسا​، فليس ثمة مشروع قرار في أيّ مستوى من مستويات المنظمات الدولية، من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية، أو مجلس حقوق الإنسان، وصولاً إلى مجلس الأمن الدولي، استهدف سوريا بالسوء، إلاّ وكانت فرنسا بين الموقّعين عليه إنْ لم تكن هي من يتقدّم به"، معتبراً أنه "لم تتجرأ دولة عربية أو غربية على أن تمنح الائتلاف المعارض للدولة السورية مستوى تمثيل موازياً لما فعلته فرنسا، ولم تقم دولة علناً بالمجاهرة بتقديم التدريب والسلاح إلى المجموعات الإرهابية التي تقاتل في سوريات بمثل ما فعلت فرنسا".

ورأى أنه "لم تتورّط دولة في تنظيم أعمال انقلابية منافية للقانون الدولي، وأحكام معاهدة فيينا لتنظيم العلاقات الديبلوماسية بين الدول، بمثل ما فعلت فرنسا في رعاية السطو على موارد الدولة السورية، وتدعيم آلات ووسائل السيطرة على أجزاء من الجغرافيا السورية".

وأشار إلى ان "فرنسا هي الدولة الوحيدة في العالم التي زوّدت إسرائيل القنبلة النووية، والدولة الثالثة المشاركة في العداون الثلاثي على مصر جمال عبد الناصر إلى جانب بريطانيا وإسرائيل، وهي المستعمرة التي زهقت أرواح المليون شهيد جزائري على أيدي جنودها، والمتهم الأول اليوم من قبل الرئيس الرواندي بول كاغامي بتنظيم وارتكاب مجزرة إبادة الجنس البشري الذي عرفته تسعينات القرن الماضي في رواندا، و هي الدولة التي استعمرت سورية واعتدت على سيادتها واحتلت أرضها، لكن وبصورة أشدّ لأنّ فرنسا هي الدولة التي لا يزال طعم بطولات السوريين تحت أضراسها، وهم يمرّغون بالوحل سمعة هذا المستعمر الذي ما زال يذكر كيف أذلّه السوريون بمقاومتهم العنيدة التي أجبرته على الانسحاب مدحوراً بلا مقابل".