لفت رئيس آساقفة بيروت للموارنة المطران ​بولس مطر​، الى "اننا في لبنان مدعوون اذا ما اردنا مواجهة الاستحقاق الرئاسي الراهن بنجاح، وحل المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي تعترض البلاد الى ان نثبت اولا وحدة الوطن والمجتمع فلا يسعى كل لذاته او لفئة دون سائر الفئات".

وخلال ترؤوسه قداس الفصح في كاتدرائية مار جرجس للموارنة، اكد مطر "اننا نتمنى الخير لجميع الراغبين في خدمة الوطن على مستوى رئاسة الجمهورية لكننا نتمى عليهم وعلى محازبيهم وعلى نواب الامة جمعاء ان يبدؤا عملية التشاور الفعلية ليروا من هو رجل المرحلة في الظروف الراهنة ويجمعوا عليه"، معتبرا انه "عند ذاك يكون الرئيس قويا بثقة الامة به على ان يصنع هو الباقي"، مشيرا الى انه "اذا وجدوا اكثر من شخص له هذه المواصفات فاليقترعوا بروح من الديمقراطية"، مشددا على "اننا لا نريد جمهورية بلا رئيس كما لا نريد ايضا رئيسا بلا جمهورية".

واشار مطر الى انه "ما يخص الحقوق التي يطالب بها المعلمون والموظفون وذوي الدخل المحدود فيجب ان نجمع على عدم التهرب من اعطاء الحق لاصحابه ولكن دون مس بالمصلحة الوطنية العليا لان الهيكل يسقط على الجميع".

ولفت مطر الى انه "ما من شك ان انظارنا تتجه اليوم الى منطقة الشرق الاوسط وهي تنزف دما غاليا على كل منا مسلمين ومسحيين، كما تتوجه انظارنا ايضا على وطننا لبنان الذي نطلب له المعافاة ليقوم بالرسالة الموكولة اليه خير قيام".

واشار مطر الى ان "هذا الشرق الذي كان مهد الديانات الكبرى، والذي قدم للانسانية تراثا روحيا وحضاريا غير مسبوق قد ابتلي ايضا بالمأسي وتكاثرت فيه الاخطاء في معاملة الناس بعضهم لبعض"، معتبرا ان "رفع هذه المظالم يجب ان لا تتم بايقاع مظالم اخرى حتى لو بحجة اعادة التوازنات، بل المطلوب ان تسعى المنطقة الى خلق اوضاع عادلة جديدة تصحح اخطاء الماضي ولا تربك اوضاع الحاضر، وعلى اساس من المصالحة بين الجميع".

ولفت مطر الى انه "ليس بين العرب والمسلمين اي عداء مستحكم في منطقنا"، متسائلا "فلماذا التقاتل الى هذا الحد ولماذا لا تعقد المؤتمرات الاخوية تفتيشا عن الحلول وليس دفعا الى مزيد من الحروب والويلات"، داعيا الى "القاء السلاح جانبا والسير في طريق التفاوض والاتفاق وصولا الى الصلح والسلام".