ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن "ثلاثة أعوام مرت والنزاع في سوريا لا يزال محتدما، ولا يمكن لقادة الدول الغربية أن يديروا ظهورهم لما يحدث هناك."

وأوضحت الصحيفة أن "أهم ما يثير مشاعر الناس في احتفالات عيد الفصح هو النزاع في الشرق الأوسط، فسوريا انحدرت إلى هاوية العنف المسلح منذ ثلاثة أعوام"، مشيرة الى "أنه في البداية اعتقد قادة الدول الغربية، ومنهم رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، بتفكير متسرع أن نظام الرئيس بشار الأسد بمثابة جثة تنتظر من يدفنها"، لافتة الى أن "الوضع لا يزال على حاله".

وأشارت "الاندبندت" الى أن "الامور تحولت الى العكس، فإن بشار الأسد يستعد للبقاء في السلطة، فقد توقع مؤخرا بأن يقضي نظامه على المعارضة المسلحة بحلول عام 2015"، معتبرة أن "سوريا ستبقى فريسة للعنف، ومقسمة وغير قادرة على تنظيم انتخابات، حتى لو خطر للأسد افتراضا أن يترك شعبه حرا في اختياره".

وتشير الصحيفة إلى "استعادة القوات الحكومية العديد من المواقع التي كانت تحت سيطره المعارضة المسلحة في دمشق ووسط وغرب البلاد، بينما تراجعت المعارضة المسلحة إلى مواقع خلفية"، لافتة الى "معاناة آلاف السوريين المحاصرين بين الطرفين المتنازعين الجوع والأمراض".

واشارت "الاندبندنت" إن "الدول الغربية نفضت أيديها من سوريا، وأصبحت لا تحب أعضاء المعارضة المسلحة أيضا، على الرغم من المساندة التي قدمتها لهم في بادئ الأمر".

واعتبرت الصحيفة ان "هذا التغير في موقف الدول الغربية تجاه المعارضة السورية مؤلما لأن الكثيرين ممن لا علاقة لهم بتنظيم القاعدة هم اليوم في قلب الثورة على نظام بشار الأسد، ولا يمكنهم أن يتركوا الثورة".

وأكدت الصحيفة أنه "كان على قادة الدول الغربية التفكير مليا قبل تحريك الجرة السورية"، معتبرة أن "الآوان قد فات، وعليهم أي قادة الدول الغربية بعد العودة من عطلة عيد الفصح أن يجتهدوا لإحياء مفاوضات السلام بين الجهتين"، مؤكدة ان "العالم قد لا يستطيع إيقاف الحرب في سوريا، ولكن لا يمكنه إغفالها".