على بعد أيام من الجلسة الأولى التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري من أجل إنتخاب رئيس، نجح رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ في إنتزاع تأييد أغلبية قوى الرابع عشر من آذار لترشحه للرئاسة... لتكون هذه الجلسة إستفتاءً على قوة جعجع "السياسية" فينتج عنها مجموعة رسائل لا رئيس جديد للبلاد!

يأمل جعجع في أن يكتمل النصاب في جلسة الأربعاء علّه يُكرّس رئيساً جديداً للبلاد، خصوصاً بعد جولات قام بها نوابه على الخصوم قبل الحلفاء يشرحون برنامج "الحكيم" الرئاسي. وفي هذا السياق، ترى مصادر مطلعة عبر "النشرة" أن "المرحلة اليوم هي مرحلة تحديد أحجام وليست مرحلة إنتخاب رئيس للبلاد، ورغم ذلك فإن تكتل "التغيير والاصلاح" وقوى الثامن من آذار سيحضرون الجلسة وبذلك يؤمن النصاب على ألاّ يتم التصويت على أي من الأسماء المتداولة".

أثمر لقاء رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري ورئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في إنضاج طبخة الحكومة، هي التي انتظرت أشهراً قبل ولادتها. لم يقف التقارب عند هذا الحد، فالغزل بين "التيارين" مستمر عبر لقاءات بين مستشار الحريري نادر الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، كلّ ذلك وأعلن الحريري تأييده لجعجع. وفي هذا المجال تشير المصادر الى أن "الحريري يدرك أن طريق بعبدا صعبة أمام جعجع، ولكن وبدعمه ترشيح الأخير يسعى للحفاظ على وحدة قوى الرابع عشر التي وبها مجتمعة يستطيع أن يفاوض على إسم الرئيس المقبل بصفته رئيس تلك القوى". وتضيف: "بهذه الطريقة يصيب الحريري "عصفورين بحجر واحد": يكون أرضى "الصقور" في فريقه بهذه المسألة وفي نفس الوقت "أحرق" أوراق الحكيم".

رغم تبني ترشح جعجع من قبل حلفائه الا أن موقف رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل من هذا الترشح لا يزال مُبهمًا، هو الذي يؤكد المقرّبون منه أنه مرشح طبيعي للرئاسة وأنه قادر على تجاوز الاصطفافات السياسية والمذهبية. فالمشكلة بين الجميل وجعجع تختلف عن غيرها من المشاكل في قوى الرابع عشر من آذار، لأن المبارزة بينهما تكمن حول الزعامة المسيحية في صفوف هذا الفريق، بحسب ما تلفت المصادر، والتي تستبعد عدم ترشح الجميل أو تبني الأخير لترشيح جعجع، لأنه في حال فعلها رئيس "الكتائب" فهو يكرس رئيس حزب "القوات اللبنانية" الزعيم المسيحي الأقوى وبالتالي فإن القاعدة "الكتائبية" التي جاهد الجميل في الحفاظ عليها في وجه المدّ القواتي ستتلاشى وهذا ما لن يقبل به".

جلسة الأربعاء التي دعا اليها بري ستعقد، وفيها ستكشَف كلّ الأوراق... لتبدأ بعدها رحلة البحث عن رئيس جديد للبلاد!