23 نيسان 2014 محطة مفصلية يطرح عندها السؤال، هل سيكون للبنان رئيس للجمهورية، ام انها مجرد جس نبض للاعبين على الحلبة الداخلية، لا سيما وان فريقي 8 و14 آذار لم يعلنا مرشحهما لكرسي بعبدا، ما خلا الترشيح الرسمي لرئيس «حزب القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع الذي اعلن برنامجه الرئاسي، اضافة الى الترشيحات الخجولة والضمنية منها ومعظمها من صلب فريق 14 آذار.

وعلى الرغم ان نواب «تيار المستقبل» اعلنوا دعمهم لترشيح جعجع لرئاسة الجمهورية مع تركهم الباب مفتوحاً للتشاور مع فريق 14 آذار فان فريق 8 آذار يعتبر ان مرشحه الطبيعي هو الجنرال ميشال عون، لكن مصادر مقربة من فريق 14 آذار تؤكد ان الفريقين يمارسان الخبث السياسي وهم على يقين تام ان حظوظ المرشحين ليست متوفرة ولو كانت كذلك لاعلنا صراحة عدم تأييدهما لهذين المرشحين.

وتتابع المصادر ان من اعتبر ترشيح الدكتور جعجع هو مجرد مناورة، لهو مخطىء لانه لولا جدية الترشيح لما تكبد عناء اعداد برنامج رئاسي من 38 بنداً وتضمن نقاطاً مهمة على صعيد بناء الدولة ومؤسساتها وسلطتها على الاراضي اللبنانية وعلاقاتها مع الدول المحيطة والفاعلة وهو لعب خطة ذكية لاحراج فريقه وليبني على الشيء مقتضاه ولكي لا يلام فيما بعد وليتوجه اليهم اصابع الاتهام بانه جرب معهم كل الوسائل «زقفتلكم ما رقصتو» وعندها تكون اللائمة عليهم..

وتضيف المصادر انه على الرغم من ان بعض المرشحين يعتبرون انفسهم قد اقتربوا من ابواب القصر الجمهوري، على اعتبار انهم تلقوا اشارات ايجابية من مراجع دولية واقليمية ان لا فيتو عليهم وان خصومتهم مع بعض الاطراف الداخلية قد اصبحت وراءهم، وعلى الرغم من ان الستارة قد اسدلت على هذه الخلافات، فانها قد تعود لتظهر في اية لحظة مع انتفاء المصالح المشتركة، وان «تبويس اللحى» قد ينكر مع صياح ديك البرلمان اليوم في صندوقة الاقتراع التي ربما ستحمل معها اسم رئيس جمهورية لم يكن في الحسبان.

لذا فان هذه الاوساط ترى ان يوم 23 نيسان سيكون يوماً عادياً ولن يكون هناك رئيس جديد، لا سيما وان الاطراف الدولية والاقليمية لم تنه اعداد الطبق الرئاسي ومازالت تنتظر موازين القوى العسكرية في سوريا، اضافة الى المحادثات الاميركية ـ الايرانية التي ربما تسهل عملية انتخاب الرئيس، فضلاً عن كلمة السر السعودية التي تعيش حالة اعادة ترتيب البيت الداخلي الذي بدأت ظواهر التغيير فيه منذ صدور الامر الملكي الذي تضمن معاقبة من يشارك في اعمال قتالية خارج المملكة، اضافة الى قرار المملكة ادراج «الاخوان المسلمين» و«جبهة النصرة» و«داعش» و«القاعدة» في قائمة المنظمات الارهابية، مع تغيير في مسؤوليات بعض المسؤولين داخل المملكة.

وتضيف هذه الاوساط انه من المتوقع ان تسفر الجلسة الاولى عن مواجهة بين مرشحين يراد توجيه صفعة لهم، لكي يتراجعوا خصوصاً ان اصوات النواب ستتوزع عليهم جميعاً بحيث ينال بعضهم 10 او 15 او 20 صوتاً بطريقة لن تسفر عن انتخاب رئيس.

اما الجلسة الثانية حسب هذه الاوساط فستفرض لانها ستحصل بالنصف زائداً واحداً، ومن المحتمل ان لا تؤدي للوصول الى اسم يحصل على النصف زائداً واحداً وعندها ستكرر الدعوة الى الجلسات الى ان يصلوا الى الفشل في انتخاب الرئيس، وهنا تكمن اهمية رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي شبهته المصادر باوليفر كرومويل الانكليزي الذي انقلب على الملك وسادت في ايامه العدالة وهو حكم البلاد من البرلمان، وكان من النبلاء وصاحب شخصية قوية حكم من خلالها بريطانيا واقام الجمهورية قبل مجيء الثورة الفرنسية وهو قام باصلاحات كثيرة من خلال البرلمان.