قد يكون تبنّي قوى "14 آذار" مجتمعة ترشيح رئيس "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ خديعة مرّت عليه وقد لا يكون. لكن، في الحالتين، يعي سيد معراب أنّ ورقة ترشيحه أحرقها حلفاؤه حين تبنوا مجتمعين هذا الترشيح بالدورة الأولى من الانتخابات، التي بات واضحًا أنّها لن تتعدّى كونها مسرحية تشارك فيها قوى "8 آذار" كمتفرج غير معني.

ومن دون أن تعلنها أو أن تعي ذلك، تبنت قوى "14 آذار" ترشيح رئيس حزب "الكتائب" أمين الجميل لتفاوض بورقته في مرحلة ما بعد اسقاط جعجع في أول دورة من الاستحقاق الرئاسي.

وتشير مصادر في قوى "8 آذار" إلى أنّ الدورة الأولى من الانتخابات هي خاصة بقوى "14 آذار" ولا علاقة لها برئاسة الجمهورية واصفة ايّاها بـ"معركة تفجير قوى "14 آذار" او دخولها في صراع داخلي طويل الأمد".

وترى المصادر أنّه وبتبني حزب "الكتائب" ترشيح جعجع، أثبت الجميل قدرا من "المرونة" و"الدهاء السياسي" بدفعه جعجع الى المحرقة ليكون بديلا عنه في الدورات اللاحقة. وأضافت: "لكن واذا لم يتأكد الجميّل من أن بوصلة الرئاسة تشير اليه فهو لن يطرح نفسه رسميا مرشحا كما أخطأ وفعل جعجع".

وتجزم المصادر بأن كلّ رئيس لديه تاريخ "أحمر أو أسود" لن يكون له اي حظوظ في الاستحقاق الرئاسي الحالي، لافتة الى أنّه أصلا لن يكون هناك رئيس للبنان قبل تموز المقبل أي حتى مرحلة ما بعد ​الانتخابات الرئاسية​ السورية.

وتتجه قوى "8 آذار" بأوراق بيضاء الى المجلس النيابي محتفظة بأوراق لن تطرحها على الطاولة الا حين يحين الموعد، ومن هذا المنطلق لم تتبنّ هذه القوى ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون باتفاق مسبق معه.

وتشير المصادر إلى أنّ قوى "8 آذار" بحثت في مرحلة من المراحل طرح أوراق "مزيّفة" كورقة النائب هنري الحلو، التي طرحها رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، لكنّها قررت أخيرا المضي بخيار التصويت بأوراق بيضاء لعدم احراج أي من نوابها، معتبرة أن خيارا مماثلا "اوضح وأكثر شفافية" بالتعاطي مع القاعدة الشعبية.

ويُنتظر أن يُحدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري جلسة جديدة لانتخاب الرئيس مطلع الشهر المقبل، على الاّ تكون هي الأخرى منتجة، بانتظار تبلور القرار السعودي في هذا الاطار. وقالت المصادر: "لا يبدو أن السعوديين على عجلة من أمرهم في هذا الاطار خصوصًا أن الملف اللبناني ليس أولوية لديهم راهنًا وهو بحكم المؤجل".

وبإجماع عدد كبير من المراقبين، يبدو أنّ الفراغ سيحلّ ضيفا ثقيلا على القصر الجمهوري في بعبدا، فبعد مغادرة الرئيس الحالي ميشال سليمان في 25 أيار المقبل، تدخل سدة الرئاسة الأولى في فراغ قد لا يطول كثيرا يمتد أقله شهرين أو بأقصى حدوده الى ما قبل تشرين الثاني المقبل أي 6 اشهر.