اكد بطريرك انطاكية وسائر المشرق لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك ​غريغوريوس الثالث لحام​ في حديث صحافي انه "اذا كان لبنان قويا يعني ان الرئيس قوي، واذا كان لبنان ضعيفا فرئيسه يكون ضعيفا، واي زعيم لبناني لا يمكن ان يكون قويا اذا كان لبنان غير قوي، فهذه معادلة خاطئة"، داعيا "جميع اللبنانيين وخصوصا المسيحيين ان نقيم الصلاة في كل كنائسنا من اجل نجاح الانتخاب لرئيس جمهورية جديد، فانتخاب رئيس للجمهورية مهم جدا للبنان وللمنطقة في هذه المرحلة الحساسة، فرئيس جمهورية للبنان ضعيف لا ينفع لسوريا ولا للعالم العربي".

وطلب لحام من اللبنانيين "ان يتخلوا عن المناظرات السياسية وينتخبوا مشاريع جيدة حتى يستطيع الرئيس والحكومة والنواب تقديم الانماء للمواطنين الذين هم بحاجة الى الانماء اولا"، وقال: "نريد اذا، رئيس جمهورية في دولة انماء ومشاريع لتحسين مستوى الحياة عند اللبنانيين. لذلك اطلب من اخوتي النواب والمرشحين ان يوقفوا السجالات ويقدموا سلة من المشاريع كي تعطي الامل للبنان وتقويه، وبدل انفاق 3 مليارات دولار على السلاح فلننفقها على المشاريع، فعندما تتحسن اوضاع الناس يصبح الوطن كله قويا".

وأشاد لحام برئيس مجلس النواب نبيه بري، وقال: "انه لم يلق سلاحه مرة، فرغم كل الصعوبات كان دائما يدعو المجلس النيابي الى الانعقاد، واشكره لانه لم يتوان مرة، ويحاول مرة اخرى ومن جديد مرة بعد مرة. انا مع تكرار المحاولات والا نفقد الامل"، داعيا بري "الحريص على الدستور الى متابعة الجلسات لحين انتخاب رئيس للجمهورية"، مؤكدا "ان ما نريده اليوم هو عملية انقاذ دستورية، ولا يجب ان نفقد الامل في انقاذ الدستور".

هذا ولفت لحام الى ان "القلق المسيحي اليوم نابع من عدم الاستقرار في الشرق، وهكذا نلاحظ عند وجود اي ازمة أمنية نرى الهجرة الكبيرة". واضاف: "ان سعي المسيحيين في العالم الى السلام في المنطقة هو الهم الاكبر وهو الدعم الاكبر للحضور المسيحي في الشرق".

ولفت الى ان "عدم توفر الديمقراطية في الشرق مرده الى عدم توفر السلام، فالانظمة العربية استغلت القضية الفلسطينية حتى تستعبد شعوبها، واليوم للاسف نسيت قضية فلسطين والكل يدعي انه يدافع عن فلسطين، في حين لا يعطى الفلسطينيون اي حقوق او اي امل بالعودة الى بلادهم".

وأكد لحام، انه "اذا لم يتوفر السلام في سوريا وفلسطين لن يكون هناك سلام في العالم"، لافتا الى ان "الازمة السورية الحالية ليست ازمة سورية فحسب بل هي ازمة الشرق الاوسط، وانا اقول ذلك لكي احفز على حل هذه الازمة كي لا تكبر شراراتها".

وعن هجرة المسيحيين من سوريا، قال لحام: "في الواقع، عندما يكون هناك خطر امني داهم، وكما يقول المثل الفرنسي "فليهرب من يستطيع تخليص نفسه"، فوضع المسيحيين في سوريا كوضع جميع السوريين"، مشيرا الى انه يوجد 9 ملايين سوري نازح داخل وخارج سوريا، من بينهم حوالى 450 الف مسيحي"، معتبرا ان "مشكلة النزوح وعدم الاستقرار هي واقع سوريا ككل وليس المسيحيين فحسب".

وأكد "ان المسيحيين يطالبون اكثر من الاخرين بوطن متجدد"، وقال: "نحن على المستوى الكاثوليكي كان لنا صوت واحد مع باقي الطوائف للتمسك بوحدة وتضامن ابناء سوريا في مواجهة الازمة، مواطنة وايمان متشابكان. وانا اشدد في كل لقاءاتي على الصمود وعلى التحفيز للتلاقي والوحدة بين ابناء سوريا".

واشار الى انه "لا يوجد اي طرف خارجي او داخلي يشجع المسيحيين على الهجرة، بل هم انفسهم يشجعون بعضهم البعض، وعلينا ان نتحصن داخليا وقد طلبت من الدول الاوروبية بعدم استقبال النازحين المسيحيين من سوريا الا لحاجات خاصة جدا".

وجدد دعوة المعارضة السورية "الى ان يأتوا، وانا أضمن لهم الاقامة في البطريركية الكاثوليكية دون ان يتعرضوا لاي اذى كان، ومجرد اطلاق هذه الفكرة يعني ان البطريرك هو مع الجميع. والمسيح قال انه أتى ليجمع ابناء الله المتفرقين، وان رجل الدين يجب ان يعمل على جمع الناس وتقريب الافكار وليس ان يفرق".

وشدد على "ان المسيحي في سوريا وكل مكان انسان مسالم مع دولته فقط ومع السلم والاستقرار، وانا اقول ان المسيحي هو الاكثر حرية الان في سوريا، فلا احد حر اليوم مثل المسيحي، اذ يوجد تصادم بعض الشيء بين بقية الطوائف"".

ورأى لحام "ان رغبتنا في زيارة معلولا دفعت بالرئيس السوري بشار الاسد لزيارتها فحصلت وأعطت معنويات كبيرة للمسيحيين الذين رأوا ان الكنيسة كلها بصوت واحد تدافع عن معلولا، ذلك ان الكنيسة تتعهد، من خلال الزيارة، ببناء كل الحجر والبشر من اجل اعادة بناء معلولا".

وعن المطرانين المخطوفين، أعلن لحام ان "ليس لدينا اي معلومات عن وضعهما، وحتى بطريرك الارثوذكس لم يستطع ان يحصل على اي معلومات عنهما، ولكن بالامس كان لنا موقف مسيحي مشرف عندما اجتمعنا في كنيسة الصليب للصلاة واعلان موقف واضح بشأن خطفهما وأهمية اطلاقهما لتكون رمزا وفاتحة لاطلاق بقية المخطوفين، ومن بينهم 6 شبان من ابناء معلولا مخطوفون منذ سقوط معلولا في ايلول الماضي".