رأت أوساط أميركية مُطّلعة أنّه "كان يُمكن للبنانيين عموماً والمسيحيين تحديداً، تنظيم حال سياسية يحافظون من خلالها على حدّ أدنى من تماسك بلدهم، وتُعينهم على مواجهة الأعاصير التي تعصف بالمنطقة"، مشددة على ان "لا مرشّح رئاسياً لواشنطن ولا تزكية لأحد، في الوقت الذي كان في وسع المسيحيين أن يتجاوزوا الإنقسام الحاصل، عبر اتفاق زعاماتهم الرئيسية على مرشّح توافقي يستطيع أن يحصد أصوات 64 نائباً مسيحيّاً. ولو حصل ذلك، لتمكّنوا من تشكيل أكبر كتلة انتخابية ستكون قادرة على جرّ "الفريق" الآخر، كائناً من كان، إلى الإتفاق معهم على برنامج سياسي يضمن الدفاع عن وحدة لبنان، ويحافظ على هويته المتنوّعة والمنفتحة على الجميع، لكنّ المؤسف أنّ القيادت المسيحية غرقت في جدل سياسيّ، تارةً تحت عنوان الرئيس المسيحي القوي، وتارةً تحت عنوان الرئيس التوافقي الذي تأتي به قوى أخرى إلى سدّة الرئاسة".

ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن الاوساط اشارتها إلى ان "الانقسام المسيحي الحاصل يَحول دون الإتيان برئيس "قوي"، وتجربةُ الجلسة الإنتخابية الأولى كان يمكن أن تحصل مع أيّ رئيس "قوي" آخر، حتى ولو سمّاه "حزب الله" أو الفريق الثاني".

وعبرت الأوساط عن تخوفها من "أن لا تكون جلسة الانتخاب أمس الأوّل أكثر من جلسة للإعلان عن عجز لبنان في تجديد مؤسساته إلى أمدٍ قد يطول أو يقصر، تبعاً للتطوّرات الجارية حوله"، وأضافت: "إنّ ما هو مرتقَب لا يبشّر بالخير أبداً، خصوصاً أنّ كلّ المؤشرات تؤكّد أنّ احتدام المشهد السياسي والعسكري في سوريا يوحي بأنّ الفراغ الرئاسي ربّما يكون طويلاً، فيما تجربة حكومة تصريف الأعمال مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوقت الطويل الذي استغرقه تأليف حكومة تمّام سلام، نموذج عن المدّة المتوقّعة للخروج من الفراغ في موقع الرئاسة الأولى".