ذكرت "الاخبار" ان "رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون يودِع قريباً جداً وزارة الداخلية النظام الداخلي لحزب التيار الوطني الحر، ليجري انتخاب منسقي الأقضية ورئيس الحزب ونائبيه مباشرة من القاعدة، بعدما قرر وزير الخارجية ​جبران باسيل​ أن يكون المؤسس الفعلي لحزب التيار الوطني الحر، والمرشح الأكثر جدية ليكون رئيسه المطلق الصلاحيات الأول".

ولفتت الى "أن حزباً يرأسه جبران باسيل قد يعلن في أية لحظة. أوعز عون إلى مدير مكتبه العميد بول مطر ليحضّر، مع ابنته ميراي، نظاماً داخلياً للحزب. سابقاً، وفّرت "الظروف السياسية" المتشنّجة غطاء لظروف التيار الداخلية الأكثر تشنجاً، والتي حالت مرة تلو أخرى دون تمكن عون من فرض نظام داخلي للحزب كما يراه هو. أما اليوم، فلا الظرف السوري، ولا الظرف الأمني أو الظرف الرئاسي، حالت دون تشغيل المحركات".

واشارت الى ان "مطر قدم بعد ستة أشهر، مسودة النظام الداخلي، وفيها "تجميعة" لصلاحيات الرئيس في الأحزاب الرئاسية في كل أصقاع العالم، مترجمة ومبوبة على نحو مميز. تحمس عون، ولكنه بدل تحويل النظام إلى وزارة الداخلية، أرسله من بريده الإلكتروني إلى بعض العونيين ليدوّنوا ملاحظاتهم عليه. لماذا؟ لا أحد يملك جواباً مقنعاً. إلا أن المسودة سرّبت، ودبت الحياة في عظام كانت الرابية تحسبها رميماً: غدوات ونقاشات ومجموعات على الـ"واتس أب" وثرثرة وشكاوى بالجملة والمفرق".

واوضحت انه "فجأة، دخل باسيل في خضم هذا الحراك، معلناً أن المسودة سيئة وتحتاج إلى تعديلات كثيرة. في التيار من يجزم بأن باسيل اقتنع بأن عمه، بكل مسيرته وتجربته وقدرته على التفاعل مع الرأي العام، كان في حاجة الى ماكينة انتخابية توصف بالحزب. سُرّ الوزير، هنا، بطمأنة بعض الناشطين له حول حجمه الضخم مقارنة بحجم الماكينة، واحترام كل منهما لحدود الآخر. وعلى نحو واضح، انتقل ملف التنظيم الحزبي، هو الآخر، من عون إلى باسيل الذي قدّم هذا الملف على الملف الحكومي والانتخابات الرئاسية وغيرها من ملفات الوزير الشاب. وبسرعة، تشكلت سبع لجان ممن يوصفون بـ"حطب التيار"، يتراوح عدد العونيين في كل منها بين 15 و25، ولكل لجنة أمين سر. وتكثفت، خلال ثلاثة أسابيع، الجلسات في وزارة الاتصالات، ومنزل باسيل في البياضة. تكدست الملاحظات في أطنان من الورق وآلاف من الرسائل الإلكترونية. سمع الوزير، برحابة صدر، ملاحظات بالجملة والمفرق يصعب على أي إنسان سماعها. إلا أن الأهم كان إجماع الشباب في مختلف اللجان، باستثناء لجنة النواب بفعل معارضة النائب آلان عون، على انتخاب باسيل رئيساً. والأهم من مضمون النقاشات هنا هو انطلاقها في البحث من مرحلة ما بعد العماد عون. فكل من كان يسأل عن صلاحيات الرئيس ونفوذه ودوره وعلاقاته السياسية، إنما كان يحسب حساب وجود رئيس آخر للتيار الوطني الحر غير عون".

واشارت الى ان "لقاءات الجنرال الجانبية خلصت إلى اقتناعه بأنها اللحظة المناسبة للمضيّ قدماً بمشروع باسيل. وها هو مستشار الوزير سيزار أبو خليل يدعو عشرة ناشطين يمثلون معظم الناشطين العونيين إلى اجتماع في منزل الوزير يوم الجمعة 4 نيسان. لم يوزع باسيل النظام الداخلي الجديد عليهم كما كانوا يتوقعون. قال إن التعديلات غير ملائمة. ومن دون أن يخرج من جيبه النظام الداخلي كما يريده هو، أخذ يملي على العميد مطر ملاحظات تقولب كل النقاشات من دون أن تتعارض بشكل كامل مع التوصيات. هو يقول: "أنا أريد حزباً ديموقراطياً تنتخب فيه القاعدة الرئيس ونائبيه، وتنتخب المناطق منسقيها، فلا يتهم الرئيس بتفضيل أحد على آخر في هذه القرية أو تلك. لكنه في الوقت نفسه حزب رئاسي بحيث يحق للرئيس المنتخب أن يعين الهيئة التنفيذية التي ستكون ذراعه التنظيمية والوزراء الذين سيكونون ذراعه السياسية. ولا يفترض بالمكتب السياسي والمجلس الوطني وغيره من أجهزة الحزب أن يعيقوا عمل الرئيس في نقاشات عبثية ترهق الحزب".

ورداً على المطالبة الواسعة بتمثيل نواب الحزب ووزرائه الحاليين والسابقين في المكتب السياسي، قال باسيل إن ذلك سيحوله إلى تجمع للعاطلين من العمل والمتقاعدين. "ليست المواقع الحزبية تعويض نهاية خدمة لأحد". التصويت ــــ يتابع باسيل ــــ يتم برفع الأيدي. وليس للمجلس الوطني الحق في المطالبة بإقالة الرئيس إلا في حالة الخيانة العظمى. وحين تجرأ هاتف باسيل على مقاطعته، تسلّم منسق عام التيار بيار رفول الحديث، متوجهاً إلى العميد مطر بالقول: "نحن لسنا حزباً. ضع هذه في قلب النظام "الحزبي" بخط عريض: نحن لسنا حزباً، نحن تيار. كم بطاقة حزبية لديكم؟ 15 ألفاً كأقصى حد. هؤلاء لا يشكلون واحداً في المئة من الحالة العونية. لماذا يريدوننا أن نأخذ قرارنا بناءً على رغبة واحد في المئة من الجمهور ونتجاهل التسعة وتسعين؟".

وأضاف باسيل: "هناك بطاقتان؛ بطاقة للملتزمين وأخرى للمؤيدين. الملتزمون ينتخبون رئيس الحزب ونائبيه، ومنسق القضاء ومنسق بلدتهم، ويصوتون لمرشحهم الأفضل إلى الانتخابات النيابية. أما المؤيدون فيصوتون في الاستفتاء الحزبي لمرشحهم الأفضل إلى الانتخابات النيابية. وسيأخذ رئيس الحزب نتائج هذا التصويت في الاعتبار، عند اختيار مرشحي الحزب في مختلف المناطق". قبل أن ينهي باسيل السهرة مبكراً، واعداً مطر بزيارة قريبة لاثنين من الشباب لإنجاز التعديلات المطلوبة وتنقيح النظام النهائي. وهو ما حصل فعلاً.

اضافت "الاخبار" انه "بعد ثماني سنوات على تسليم حزب التيار الوطني الحر وزارة الداخلية العلم والخبر بإنشائه، سيزور موفد من العماد عون الداخلية قريباً لتسليم النظام الداخلي الخاص بهذا الحزب. وسيبدأ العد العكسي لموعد انتخاب باسيل رئيساً".