أشارت صحيفة "البيان" الامارتية الى ان "تطورات الأزمة السورية تستدعي موقفاً دولياً موحداً من موضوع الحل السياسي الذي اتفق الجميع على أنه الحل الوحيد المطروح أمام السوريين، فالاتفاق بين جميع الدول المعنية تم على أساس أن لا حسم عسكرياً، ولا غالب ولا مغلوب في معادلة الصراع، هذه المعادلة التي من شأنها أن تحافظ على سوريا بلداً موحداً يسعى لاستعادة دوره الطبيعي".

ولفتت الى ان "البعض وبتشجيع من بعض القوى الإقليمية والدولية يحاول أن يتجاوز هذا الواقع، عبر وهم الحسم العسكري"، مشيرةً الى ان "النظام لن يستطيع إجراء الانتخابات الرئاسية إلا ضمن مناطق معينة وربما لن يشارك فيها غالبية السوريين، وتأتي عملية الانتخابات هذه كمبادرة من فريق واحد خارج إطار التفاهمات الدولية التي أدت إلى الدخول في عملية جنيف، الهادفة إلى إقامة سلطة انتقالية من الجانبين".

ورأت أن "تراخي الموقف الدولي حيال الأزمة السورية، وعدم اتخاذ إجراءات حاسمة في مجلس الأمن وفي باقي المحافل الدولية، شجع على الضرب بعرض الحائط بعملية جنيف، ما يشي بأن البعض فهم بشكل خاطئ الموقف الدولي الذي لا يريد لقوات المعارضة أن تحسم المعركة عسكرياً، عبر تقييد امتلاكها أنواعاً معينة من السلاح في مواجهة التفوق الجوي للنظام"، مشيرةً الى ان "هذه التقديرات الخاطئة من البعض تجاه تطورات الأزمة، هي التي تطيل أمد الحرب في سوريا، هذا، إذا تغاضينا عن محاولات بعض القوى الإقليمية تحويل الصراع السوري إلى ورقة ضغط لصالحها في مفاوضاتها مع المجتمع الدولي".

وأضافت آن "للعالم أن يقول كفى للمأساة السورية، وأن يضع الحل السياسي موضع التنفيذ، فمن غير المعقول أن تستمر هذه الحلقة الجهنمية من العنف، التي أفرغت سوريا من نصف سكانها، وعطلت الحياة وحولت هذا البلد المنكوب إلى ساحة صراع دولي بين مختلف القوى المتصارعة"، مشيرةً الى ان "مأساة السوريين مسؤول عنها الجميع محلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً، هذا الموقف الدولي البارد حيال الدم السوري الحار".