أشارت أوساط دينية وأكاديمية في ​جامعة البلمند​ لصحيفة "الأخبار" إلى أن "زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الأراضي المقدسة "قصر نظر"، مذكرة بأن "البطريرك الراحل أغناطيوس الرابع هزيم رفض عام 2000 زيارة القدس للمشاركة في مؤتمر كنسي مهم حتى لا يعطي شرعية لاحتلالها".

ولفتت إلى أن "أهمية المؤتمر الكنسي العام بين 26 حزيران المقبل و28 منه، تنبع من أنه يعقد للمرة الأولى منذ 21 سنة (آخر مرة عقد فيها عام 1993 وفي جامعة البلمند بالذات)، مع أنه يفترض أن يعقد مرة كل سنتين، ما يعني أن ظروفاً طرأت تستدعي انعقاده".

وهذه الظروف، في رأي الأوساط نفسها، هي "وضع مسيحيي الشرق، وخصوصاً في سوريا هذه الأيام، وهو وضع صعب جداً"، كما لفتت إلى "وضع بات موضع شكوى بين معظم أرثوذكسيي لبنان، وهو أن عُرف توزيع المناصب والوظائف الرسمية لم يعد يحترم. فأي موظف أرثوذكسي يحال على التقاعد، يؤتى ببديل له من طائفة أخرى".

وإذ أكدت الأوساط أن "للمؤتمر خصوصية أرثوذكسية خالصة"، أشارت في المقابل إلى أن "نقاطاً كثيرة من أبحاث المؤتمر نتشارك فيها مع الكنائس المسيحية الأخرى ومع المسلمين"، متهمة الغرب بأنه "يرى في الكنيسة المشرقية أكبر خطر عليه، لأن قرارها لا يزال حرّاً، ولها خصوصيتها النابعة من أنها أصل الكنائس، وتنطلق من مهد المسيحية، وترفض مهادنة اليهود"، لافتة إلى أن "ثلاثة أخطار تهدد الوجود المسيحي في الشرق، الأول تهجيرهم إلى الغرب الذي ينظر إلى المسيحيين على أنهم خزان بشري تابع له، ويندمجون بسرعة في مجتمعاته، والثاني تهويد المسيحيين تحت ما بات يعرف بالصهيونية المسيحية، والثالث هو إفراغ المنطقة كلياً من المسيحيين وجعلها ساحة صراع لكل أنواع التطرف والعنف، بما يسهّل ضربها وشل قدراتها لعقود طويلة لاحقة".