لم يعد الحديث عن ممارسات التنظيمات المسلحة، التي تحتل منطقة جرد ​عرسال​، أمراً صادماً عند الكثيرين، لا سيما بعد أن أصبحت شبه يومية، لكن المفاجأة تكمن في الصمت الرسمي اللبناني، والذي بات يؤكد أن المسؤولين قرروا على ما يبدو ترك أبناء البلدة يواجهون مصيرهم وحدهم، رغم الحديث عن خطة أمنية تنفذ في البلدة منذ أشهر.

من هذا المنطلق، يكون من حق أبناء عرسال أن يتحدّثوا اليوم عن إهمال الدولة لهم، خصوصاً أنّ مخاوفهم تكبر في ظل ظروف إقتصادية وإجتماعية كارثية ناتجة عن أزمة النازحين، الذين باتوا يشكلون العدد الأكبر من سكان البلدة الحدودية، الأمر الذي قد يدفعهم إلى إتخاذ خطوات تصعيدية تكون نتائجها وخيمة.

على هذا الصعيد، توضح مصادر متابعة من داخل البلدة أنّ الإعتداءات على أبناء عرسال من قبل هذه التنظيمات لم تعد تحتمل، لا سيما بعد عملية الإعدام التي نفذها عناصر من "داعش" رمياً بالرصاص بحق المواطن مصطفى عز الدين، بعد أن قدموا إلى منزله عبر 3 سيارات رباعية الدفع عند صلاة المغرب.

وتشير هذه المصادر، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن الحكم بالإعدام صدر في الجرد من قبل عناصر قيادية في هذا التنظيم، وتلفت إلى أنّ السبب في ذلك يعود إلى أن عز الدين كان قد أقدم قبل أيام قليلة على خطف عنصرين من "داعش"، أحدهما تونسي، على خلفية إعدامهم لنجله قبل نحو شهر، وتوضح أن الراحل كان قد وضعهما في أحد الكراجات التابعة له قبل أن يفرج عنهما بعد تدخل شخصيات من البلدة.

وتكشف المصادر أن العنصر التونسي هدد عز الدين خلال مشاجرة معه أثناء عملية الإفراج عن العنصرين من "داعش" بالقتل، متوجهاً له بالقول: "رح نبعتك عند الله"، وتوضح أن تنفيذ التهديد تم بعد أيام قليلة، وتشير إلى أن المسلحين الذين قدموا إلى منزل عز الدين أقدموا على قطع الطريق المؤدية إلى منزله قبل تنفيذ جريمتهم خلال تأديته الصلاة.

وتشدد المصادر على أن تنفيذ هذه العملية لا يمكن أن يكون قد تم من دون تعاون بعض أبناء عرسال مع المسلحين، خصوصاً أن من بين أعضاء التنظيمات المسلحة سوريين وعرب ولبنانيين، وتنقل عن أحد فعاليات البلدة وصفه الواقع الحالي بالقول: "نحن على فوهة بركان".

وتشير المصادر المتابعة إلى أن الأهالي يتخوفون حالياً من تدفيعهم ثمن ما يجري غالياً في المستقبل، في حال لم تقدم السلطات اللبنانية على أخذ إجراءات حاسمة في وقت قريب، لا سيما إذا ما نفذت التنظيمات المسلحة أي إعتداءات جديدة على القرى المجاورة، وتؤكد أنهم يناشدون الدولة التدخل من أجل إنقاذهم.