أشار القيادي في تيار "المستقبل" النائب السابق ​مصطفى علوش​ إلى أن "هناك مجموعة من اللبنانيين الذين نسجوا أساطيرهم على أنهم أشرف الناس، وأشجع الناس، وأفضل الناس، فنأتي ونكتشف أن قادة هؤلاء يعيشون على الأدوية الفاسدة والأدوية المزورة وعلى تصنيع الكبتاغون والمخدرات، ويزورون شهادات في الصيدلة وفي العلوم والفلسفة والرياضيات، ويبنون أمجادهم على التهريب وتبييض الأموال . يحاضرون عن العفة ومخافة الله ويتهمون الآخرين بما هم في من خسة وفساد".

وفي كلمة له خلال إفطار صيادلة المستقبل طرابلس، قال: "لم أعتد على التورية، انني أقصد بالتحديد حزب ولاية الفقيه في لبنان . قد يكون بعضنا وقع تحت وهج الأباطيل والأحاديث الشعبوية والانتصارات الدونكيشوتية وكاريزما القائد الملهم الذي يتربع على ارواح البشر وهو يصف الناس فيسمي أتباعها شرفاء ووطنيين ومؤمنين ويقول عمن يخالفه الرأي بأنه فاسد وعميل وكافر. لقد انتهى عهد القداسة وانتهت أسطورة البطولة، فالبطل لا يقتل الأبرياء ولا يغتال القادة الشرفاء. وانتهى عهد المقاومة فمن يضع نفسه في خدمة الاحتلال الايراني من الواجب مقاومته لأنه يصبح هو نفسه سلطة احتلال".

وسأل: "ولكن ماذا بعد؟ الجواب هو أنه بصمودنا وتمسكنا بالدولة والمؤسسات والتزامنا بالعدالة ورفضنا الانجرار نحو التطرف، كل ذلك أسس لصمود الوطن بأكمله ولم يتمكن حزب الله من ضمه الى المستعمرات الايرانية، ان هذا المشروع الاسطوري سينتهي قريبا وسنحتفل قريبا بعودة بلدنا الى الاستقرار لنعود ونبني حلم رفيق الحريري".

ورأى "ان ما يحدث اليوم في غزة هو جريمة ضد الانسانية بكل معنى الكلمة، ولكنها ليست الجريمة الأولى التي ارتكبتها اسرائيل منذ ما قبل تأسيسها الى اليوم. الغريب أنه في كل مرة نحول مأساة الأبناء الذين استشهدوا والبيوت التي دمرت الى مادة لنرفع بها علامة النصر، ليخرج مسؤول ما يسمي نفسه ممانعا أو مقاوما ليقول إن العدو هزم لأنني ما زلت واقفا أمامكم . بصراحة اننا اليوم والبارحة بحاجة الى العودة لانتاج سياسات أكثر علمية بعد فشل منطق الانتصار الدائم. فشل منطق المقاومة المسلحة التي تبتلع المئات من خيرة أبنائنا في كل جولة. اننا بحاجة للعودة الى وسائل أنجح للمقاومة، وبحاجة لمراجعة السياسات الفاشلة والشعارات الخشبية التي لم يستفد منها الا العدو. اننا بحاجة لبناء انساننا وعلمنا وازدهار بلداننا ونمو مواردنا ومن ثم تصبح المواجهة محسومة لصالحنا".

وأشار إلى أنه "خرج اليوم بشار الاسد من دهليز ليقول كلاما أشبه بالهذيان، فهو ما زال يظن نفسه حالما أو حتى أنه يحسب له حساب في وقائع الأمور بعد أن حول سوريا الى كوم من الركام اختلطت فيها جثث الأطفال. ولكنه لم يتوقف عن شكر حزب الله لدعمه له ومساندته في عمليات القتل والتدمير وكأنه يستدرج هذا الحزب الى المزيد من الامعان في الجريمة مع العلم ان سوريا أصبحت مصيدة لهذا الحزب وأعداد قتلاه تزداد كل يوم".

وأكد "ان المستقبل القريب سيشهد على سقوط المشاريع الاجرامية وعودة الانسان ليكون مركز الاهتمام وتتبخر الأنظمة التي جعلت من الناس مجرد قطعان من الماشية".