بدا أنّ كلّ الملفات السياسية في لبنان مترابطة ببعضها البعض. لا يمكن فصل الإستحقاقات عن بعضها. شغور الرئاسة سيترك تأثيرات سلبية على كل المستويات. قد يتطور الى فراغ في زمن صعب. اليوم تؤمن الحكومة ميثاقية الحكم. لكن ماذا عن الغد؟ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري طرح خريطة طريق. هناك من وجد في كلام الحريري تشجيعاً على التمديد للمجلس، رغم كلام رئيس "المستقبل" عن رفض التمديد. لكن بمجرد الحديث عن استحالة فتح الصناديق النيابية قبل انتخابات الرئاسة يعني طرحاً غير مباشر لتمديد ولاية المجلس النيابي.

في عين التينة كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ينوه امام زواره بما ورد في خريطة طريق الحريري وتحديداً فيما خص الشق المتعلق بمواجهة الإرهاب، وقال: "انه يتطابق مع وجهة نظرنا في التصدي للأعمال الإرهابية". امّا في ما يتعلق بضرورة إجراء انتخابات رئاسية قبل النيابية، فأكد بري أنه من المتمسكين أساساً بإنتخاب رئيس للجمهورية قبل الإنتخابات النيابية وأي استحقاق آخر.

وحول كلام الحريري انه لا يمكن انتخاب رئيس مجلس نواب قبل انتخاب رئيس جمهورية، قال بري: "أنا أوافق الحريري حرصه على رئاسة المجلس النيابي ولكن لا يمكن انتخاب رئيس حكومة أيضاً قبل انتخاب رئيس للجمهورية الملزم بدوره بالتشاور مع رئيس المجلس والنواب لتسمية رئيس الحكومة".

وقال زوار عين التينة لـ"النشرة": "في حال استمرار الشغور الرئاسي لا يمكن انتخاب رئيس للحكومة علماً أن المجلس النيابي يستطيع ان يجتمع وينتخب رئيسه".

وأضاف بري: "إذا كان انتخاب رئيس مجلس النواب صعباً بدرجة في ظل شغور رئاسة الجمهورية، فإن موضوع رئاسة الحكومة أصعب بدرجات، ولذلك حرصاً على انتظام عمل كل المؤسسات وإنجاز كل الإستحقاقات ينبغي انتخاب رئيس للجمهورية لأن انتخاب الرئيس هو افتح يا سمسم".

ورداً على سؤال حول أزمة الرواتب والخوف من مضاعفات على المواطنين مع إقتراب نهاية الشهر وحلول عيد الفطر، قال رئيس المجلس: "من يتحمل مسؤولية ألا يقبض الموظفون رواتبهم هو من يوقّع ثم يتنصل من توقيعه".

هنا للعلم فإن مجلس الوزراء أقر مشروع قانون بتشريع صرف المبلغ المالي وأحاله الى المجلس النيابي فأقرته لجنة المال والموازنة ليتحول لاحقاً تلقائياً الى الهيئة العامة، لكن بعض الذين وقّعوه يرفضون المشاركة في الجلسة النيابية وينسحبون من التزاماتهم.

وأكد بري ان لا رواتب الا وفق القانون وبعيداً عن اي مخالفة، مؤكداً انه سيذهب في هذا الأمر حتى النهاية مهما كان الثمن. ورأى بري أن المسألة تتخطى موضوع الرواتب والسلسلة إلى وجود رغبة بمقاطعة المجلس وتعطيل التشريع فيه، "مع اننا نقول بضرورة النزول الى المجلس لحسم هذه الملفات".

وأكد رئيس المجلس النيابي ان الحوار بين حركة امل و تيار المستقبل مستمر ولفت الى ان إجتماعاً ينعقد اليوم (الاثنين)، قائلا ان اللقاء السابق حقق إيجابيات لكن المواقف السلبية التي عبّر عنها البيان الأخير للكتلة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة هدد بتبديد هذه الإيجابيات.