لبنان جنّة سماوية، يقلّ فيها الماء...

إن في الامر غرابة لان الوضع صعب أن يصدق!

الغريب العجيب في الامر هو أن يعطش لبنان وأن يصيب الهلع الحكومة والمسؤولين والخبراء المائيين، في الوقت الذي يجب ان نعمل سريعاً لانقاذ لبنان من هذه المحنة القاسية التي تضربه هذه السنة بسبب الجفاف وقلة الامطار التي انحدر منسوبها هذه السنة الى ما دون ربع المعدل العام للمتساقطات.

ليس الغريب ان تتبدل احوال الطقس وتنحسر الامطار ويغيب الثلج عن جبال لبنان وتجفّ الينابيع، بل الغريب والمستهجن أن تجد الدولة نفسها أمام أزمة مياه خانقة وقاتلة، من دون أن يكون عندها خطة إنقاذ مائية، أو أن تشكل خلية أزمة لمواجهة هذا الوضع الخطير بيئياً وصحياً واجتماعياً.

المشكلة عندنا هي غياب التخطيط وغياب التنسيق بين الوزارات والمؤسسات المعنية. فلقد كان حرياً بوزارة الطاقة واللجنة النيابية للاشغال والطاقة ان يضعوا خطة استدراكية لانقاذ لبنان من العطش!

ولان الوقت هو للعمل، يهمني كرئيس للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وانطلاقاً من خبرتي الواسعة في مجال الهندسة والجيولوجيا، أن اقدم اقتراحاً للدولة اللبنانية، بمثابة خطة عمل فورية، للتخلص من خطر الجفاف والعطش، لان الامعان في تجاهل الامر سيعرض الاقتصاد السياحي اللبناني الى خطر مؤكد، فضلاً عن التأثيرات المعيشية على الناس.

وانني على يقين علمي ان الشاطئ اللبناني غنيّ بالينابيع المائية العذبة التي تذهب هدراً ولا قدرة لاحد للاستفادة منها، بفعل الجهل وقلة التخطيط وعدم السعي لايجاد مصادر بديلة للينابيع البرية التي ضربها الجفاف من جهة، والسرقة ووضع اليد من جهة اخرى، مما جعل ينابيع لبنان ملكيات خاصة ومجالاً للهدر والفوضى في الاستهلاك غير المنظم لهذه الثروة التي تضاهي الثروة النفطية قوة حيوية واقتصادية.

فالمطلوب اولاً وبأسرع وقت، تشكيل خلية ازمة لمعالجة قضية مياه لبنان، ومن ثم المباشرة بوضع دفتر شروط وفق مواصفات عالمية، للشروع بتلزيم استخراج المياه العذبة من الينابيع البحرية وهي موجودة بكثرة على الشاطئ اللبناني على مستوى يتراوح بين ثلاثين واربعين متراً وفق ما جاء في الاعلام، علماًبأن كلفة استخراج الماء من الجر اقل بكثير من كلفة استجرارها من تركيا ودول اخرى.

ومن شأن تنفيذ هذا المشروع الانمائي والحيوي ان يعيش لبنان في كفاية مائية دائمة، تزيد من قدراته وامكان ازدهاره المستدام.

ومن الممكن تشكيل وفد حكومي وتكنوقراطي للقيام بجولة على دول الخليج والمؤسسات المانحة لتقديم المساعدات اللازمة في هذا الموضوع. علماً بأن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بما تملك من قدرات وصداقات على استعداد للاسهام بانقاذ لبنان واللبنانيين من خطر العطش القاتل.ونحن على استعداد لان نأخذ على عاتقنا اطلاق حملة اكتتاب واسعة بين المغتربين لتأمين الاموال اللازمة لذلك.

نعم، نداؤنا الى دولة الرئيس الصديق تمام بك سلام والوزراء المعنيين، ان يسرعوا الى تحقيق هذه الخطوة، لانه من العيب ان يعطش لبنان ...

والعيب الاكبر ان نشتري الماء من الخارج، وينابيعنا تضيع في البحر...

* رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم