ليس مستغربا في ظل الصراع المذهبي السني ـ الشيعي المستشري في الدول العربية ان تتغير الاولويات عند بعض اصحاب العقائد والالتزام في سبيل قضايا محقة واهمها القضية الفلسطينية، التي كان الفلسطيني نعيم اسماعيل محمود الملقب بنعيم عباس ابرز المجاهدين في سبيلها، على صعيد اعداد المتفجرات والعبوات لاستهداف جيش العدو الاسرائيلي، الى ان اندلعت الثورة في سوريا، فانتقل عباس الى ضفة المعارضة السورية واضحى ابرز المطلوبين في عملية اعداد السيارات المفخخة التي استهدفت الضاحية الجنوبية.

نعيم عباس كان الهدف الاساس للعدو الاسرائيلي، الذي فشل في تحقيق هدفه في الاغتيال من خلال المتهمين روبير ادمون كفوري ومحمد ابراهيم عوض والياس رياض كرم الذي يحاكم غيابيا.

مثل عباس امام المحكم العسكرية الدائمة التي عقدت جلساتها برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم وعضوية المستشارة المدنية القاضية ليلى رعيد والنائب المفوض لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، ولكن ليس بصفة متهم بل بصفة شاهد حيث تم سؤاله عن محاولة اغتياله وفشلها.

وقد احضر المتهمان روبير كفوري (وكيله المحامي ايلي شرتوني) ومحمد عوض (وكيله المحامي سعيد الزين)، فطلب كفوري بداية الكلام واخرج من جيبه رسالة قال ان مضمونها يتعلق بمراحل التعذيب التي تعرض لها اضافة الى رسوم تظهر كيفية حصول هذا التعذيب ثم ادخل عباس وبعد ضبط كامل هويته، قال له رئيس المحكمة ان شكله لا يوحي بمضمونه خصوصا ان لديه تاريخ حافل، وقد سأله العميد ان كان يعرف عوض او كفوري فنفى معرفته بالاخير، لكنه اكد انه يعرف عوض بحكم القرابة وان الاخير حاول التقرب منه، وهو كان قد احضر له كمية من متفجرات «السيفور» لصديقه صالح القبلاوي الذي هو ابن شقيقة عوض وقتل في العراق.

واضاف عباس لقد اكد له عوض ان لديه انواع جديدة من المتفجرات كونه يعمل في كسارة وانه سيجلب له عينة. وهو لم يكن يعلم انه يتعامل مع العدو بل كان يشك ان يكون يعمل لصالح فرع المعلومات، لذا كان حذرا ولم يأخذ منه المواد التي كان سيعطيه اياها من شباك السيارة، وهو ارتاب ايضا عندما كان في المسجد حيث خرج عوض منه مسرعا وكان تعود ان يعانقه بعد انتهاء الصلاة.

وهنا سأل العميد عوض ان كان ما قاله عباس صحيحاً فرد بان بعضه صحيح والبعض الاخر لا، لانه لم يعطه متفجرات من نوع «سيفور» وهو لم يلتقيه الا في عزاء والدته وهو لم يحضر معه صندوق يحتوي على متفجرات، فرد عباس انه تأكيدا لما قاله ان عوض تعود ان يعانقه بعد الصلاة ولكنه خرج مسرعا من المسجد وحمل نعليه وعندما خرج من المسجد وسار في احد الشوارع رأى عوض في سيارته وحاول اعطائه عدة اشارات لكنه عندما رأى احد اصدقائه يقترب منه ابتعد بالسيارة ولم يره من بعدها.

وقد انكر عوض عدة مرات عملية احضاره «السيفور» لعباس الى ان اكد فيما بعد انه اعطاه كبسولتين قبل وفاة والدة عباس بستة اشهر، وانه قصد المسجد للتمويه وكي لا يظن الاسرائيليون انه لم ينفذ اوامرهم، وان العبوة لم يتسلمها بل اعطاها لكفوري مباشرة.

وتابع عوض ان الضابط الاسرائيلي «ابو حسن» اعطاه مواد بيضاء كيميائية وهي بحجم حبة العدس وعن حجم الصندوق رد كفوري ان وزنه حوالى 7 او 8 كيلوغرامات وهي وزن الخشب المضغوط.

وهنا سأله العميد الم تخف من يخبر كفوري الضابط الاسرائيلي انك لم تستلم الصندوق، فرد انه هو من كان يفاوض «ابو حسن» على قتل عباس وهو قبل بعد ان اعطي مهلة ساعة للتفكير، وهو كان مترددا وهو شدد على ان كفوري لم يعلم بالمواد المتفجرة وهو من رآها، وهنا انتهت جلسة الاستماع الى عباس وارجئت الجلسة للمرافعة في 10-9-2014.

لكن عباس لم يعاد الى وزارة الدفاع حيث هو موقوف لانه يحاكم بـ3 تهم معظمها يتعلق بالارهاب وتأليف عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها وعلى وضع واقتناء مواد متفجرة بقصد القيام باعمال ارهابية ونقل اسلحة وذخائر حربية، ولكن الجلسات الثلاث ارجئت لغياب وكل عباس المحامي طارق شندب، الذي اكد لـ«الديار» انه لم يتبلغ موعد الجلسات وان ابقاء موكله في وزارة الدفاع هو امر غير قانوني.