لم يتخيل أربعة اطفال من عائلة بكر أن تنتهي حياتهم على شاطئ البحر بعد أن اعتبروه ملجأ لهم وفروا من الموت في منازلهم، وهو ذات المصير لاثنين من عائلة الاسطل في خان يونس فرا من شاطئ البحر إلى داخل المدينة فلاحقهما الموت هناك أيضاً، وكأنه الموت الذي يلاحق الأطفال أينما تواجدوا، فلا أمان لهم في البر أو البحر أو على الحدود.

ويبدو ذوو شهداء عائلة بكر في حالة صدمة كبيرة بعد مشاهدة أجساد أبنائهم وقد تمزقت من شدة القذائف التي انهالت عليهم، إذ يروي خليل بكر لـ"النشرة"، تفاصيل المجزرة ويقول: "كان الأطفال يلعبون على شاطئ البحر كعادتهم، لكنّ الصواريخ انهالت عليهم والجميع شاهد استهداف الاحتلال لهم بشكل مباشر".

بأي ذنب قتلوا؟

ويتابع: "أطلقوا قذيفة أولى من البوارج الحربية الإسرائيلية التي كانت على مقربة من الشاطئ ولم تصبهم، فأصبحوا يركضون ويفرون من الموت إلى جهة خارج الشاطئ، لكن سرعان ما أطلقت البوارج قذيفة ثانية أصابتهم وأصبحوا في عداد الشهداء".

ويتساءل بكر: "بأي ذنب قتل هؤلاء، هكذا تذبح إسرائيل الطفولة، بدم بارد وعلى مرأى ومسمع العالم والمنظمات الحقوقية كلها، ما ذنبهم؟"

وفي منزلهم في مخيم الشاطئ للاجئين في شمال مدينة غزة، وُدّع الشهداء، وخيّم الحزن، وسط بكاء ودموع وأحزان، فبينما كان الطفل أحمد وهو شقيق أحد الشهداء ينادي عليه: "إسماعيل.. ارجع العب معي" كانت أمه تصرخ بصوتِ عالِ: "ما ذنبه؟ لماذا قتلتموه؟"

أما أحد أقرباء الأطفال الأربعة فأخذ يصرخ بصوت عالِ وهو يبكي: "حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل".

هربوا من القصف!

وفي مجزرة مشابهة ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق عائلة الأسطل، بعدما أطلقت صاروخا على منزل العائلة وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أدى إلى مقتل كوثر الأسطل (58 عاماً) وأولاد شقيقها محمود، أسامة (8 أعوام) وياسمين (5 أعوام)، وأحد أقربائها حسين (24عاما).

ويقول حمدان الأسطل أحد أقرباء الضحايا لـ"النشرة": "هربوا من نيران البوارج الحربية الإسرائيلية التي قصفت منازل المواطنين في منطقة "المواصي" غرب مدينة خان يونس، وجاءوا إلى منزل أقربائهم في وسط المدينة ظناً منهم أنه الأكثر أمناً، لكن الصواريخ كانت في انتظارهم".

وبينما كانوا يجلسون في منزلهم قبيل أذان المغرب، أطلقت طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخين باتجاههم ما أدى إلى استشهادهم على الفور وأصيب عدد آخر من نفس العائلة.

ويتابع الأسطل: "إسرائيل تقتل كل شيء في غزة، لا تكتفي بقتل أطفالنا ونسائنا وأبنائنا، بل هي تريد أن تدمر الحجر أيضاً، إذ تقصف البيوت على رؤوس ساكنيها".

أما صبحية الأسطل، فتقول والدموع تسيل من عينيها: "هؤلاء أطفال يقتلون بعمر الزهور، حسبنا الله ونعم الوكيل، قتلوهم بصواريخ الغدر وفي موعد الإفطار، دماؤهم سالت في المنزل، لكنها ستبقى تلعن الاحتلال الذي لا يزال يرتكب أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا".

وارتفعت حصيلة الضحايا حتى صباح اليوم السادس عشر للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 583 و3640 جريحاً، حيث بلغ عدد الأطفال منهم إلى ما يزيد عن 87.