اشار وزير الخارجية ​جبران باسيل​ الى أننا "أمينون على هذا البلد ومؤمتمنون على فرادته وميثاقه ولا إمكان لذلك إذا كان هناك صراع عقائدي حاد بين مكوناته فكيف اذا تحول هذا الصراع عنيفيا؟"، مشيرا الى أن "من يعتقد أن في هكذا صراع مصلحة خاصة له أو سياسية لفريقه أو من يعتبر أن فيه مردود لمكون على آخر أو استفادة لطائفة من صراع مع أخرى ليس انسان عاقل".

ولفت خلال حفل افطار "بترونيات" الى أن "بعض المسلمين اعتبروا أن في صراع المسيحيين فائدة لهم، فاستفادوا من خلافاتهم على التعيينات حجة لوقفها وصولا الى تعيين ملطف لرؤساء جمهوريات بحجة عدم اتفاق المسيحيين، على القوى من بينهم"، موضحا ان "في ضعف المسيحيين ضعف للرئاسة وكان في ضعف الرئاسة ضعف للمسيحيين ولكل اللبنانيين وللبنان، وكان أن صراع وخلاف المسيحيين أضعفهم وأضعف لبنان معهم، بمسيحييه ومسلميه".

وسأل باسيل "الا يمكن لنا جميعا ان نتعظ وندرك ان سبيل خلاصنا هو قوتنا جميعا ووحدتنا ضمن طوائفنا وضمن وطننا؟ وان أساس وحدتنا هي أولا قبولنا باختلافنا واعترافنا بخصوصيات بعضنا وهي ثانيا تشاركنا في تحمل أعباء وهواجس بعضنا ومشاركتنا الكاملة في ادارة وحكم بلدنا؟"، لافت الى أن "أي خروج عن الاعتراف بالخصوصية نهجا والقبول بالمشاركة ممارسة هو خروج عن الوحدة الوطنية، وبالتالي سقوط للميثاق والكيان والوطن".

وشدد على أن "الحفاظ على الخصوصية وتأمين المشاركة هما مسؤوليتنا المشتركة معا، علمانيين ورجال دين، لكي نحافظ على حريتنا وايماننا وحقنا بالاختيار والتعبير والفعل"، مشيرا الى ان "التطرف المسيحي في لبنان لم يتمكن منه سابقا إلا بعض المسيحيين بحيث كسروه انفتاحا ومشرقية، والتطرف الاسلامي حاليا لا يمكن كسره الا من قبل بعض المسلمين انفتاحا وتنورا ومشاركة حقيقية ومزيدا من الاعتدال".