اعتبر رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع ​عبد الهادي محفوظ​ في بيان ان "تهجير المسيحيين من الموصل ومصادرة أملاكهم باسم الإسلام أمر خطير إذ هو المدخل لتفتيت مجتمعاتنا وإعادة بناء المنطقة، وفقا لمكوناتها البدائية كما كان يدعو إلى ذلك منظر المحافظين الجدد ريتشارد بيرل خلال فترة الإحتلال الأميركي للعراق"، مشيراً الى ان "خطورة تهجير المسيحيين أنها تندرج في إطار أيديولوجيا متكاملة تقوم على تكفير الآخر وإعطاء الأولوية لاعتباره عدوا إذا لم يلتزم بالبيعة لخليفة الدولة الإسلامية".

وأضاف محفوظ "بالتأكيد الإسلام براء من دعوات التهجير والقتل ومصادرة الأملاك، فالأديان هي واحدة عندما تلتقي في الله على ما يقول السيد الإمام موسى الصدر الذي رأى أن الفتنة الداخلية أشد خطرا من العدو الإسرائيلي كونها توفر مناخات الإقتتال في النسيج الواحد فيما العدو يوحِّد النسيج الإجتماعي والقومي والديني في مواجهته، ولعل التزامن بين ما تتعرض له غزة والموصل يحمل الكثير من الدلالات"، لافتاً الى ان للاعلام دور مركزي في التشديد على المشتركات بين الأديان وعلى اعتبار الإعتداء على المسيحيين هو اعتداء على كل المسلمين وعلى اعتبار الحوار هو بوابة الحلول على ما استنتجه غبطة البطريرك الناروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وعلى كون اسرائيل التي تقتل أطفال غزة وشيوخها هي الوحيدة المستفيدة من تمزيق مجتمعاتنا ومن تهجير المسيحيين وإعادة النظر بحدود الدول والمستفيدة النهائية من حروبنا الأهلية".

وأمل من المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والالكترونية أن "تملك رؤية إعلامية لمواجهة ما نحن فيه من أخطار. فالإعلام يوجه الرأي العام ويصنعه"، مضيفاً "نحن أحوج ما نكون إلى تحصين ساحاتنا بإعلام يوحِّد مجتمعاتنا ويلفت النظر إلى مخاطر الوضع ويدفع الأنظمة السياسية إلى الخروج من اللامبالاة وإلى تغليب لغة العقل، وأبعد من ذلك عقلنة الأيديولوجيا والحلول المرتبطة بها قبل فوات الأوان".

ودعا محفوظ الى "يوم اعلامي للتضامن مع مسيحيي ومهجري الموصل تبادر اليه المؤسسات الاعلامية من لبنان وعلى امتداد الوطن العربي".