رأى عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب زياد أسود أن "دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لانتخاب رئيس للجمهورية من خارج المنظومة السياسية وتحديدا من خارج 8 و14 آذار، وممارسته في الوقت عينه الضغوط على النواب للنزول الى المجلس وانتخاب رئيس، لا تندرج الا في إطار التسويق الإعلامي، خصوصا انه ليس هناك حتى تاريخه مرشحون غير حزبيين أو غير مرتبطين بتحالفات سياسية ضمن المعادلة النيابية القائمة"، معتبرا ان "هذه الدعوة البطريركية إن أكدت شيئا فهي تؤكد عدم وجود رغبة في انتخاب رئيس قوي يُخرج المسيحيين من عقدة العشق لجلادهم، ويعيدهم الى موقعهم الطبيعي والتاريخي في إدارة البلاد ورسم سياستها".

ولفت أسود في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، الى ان "هناك عدة عوامل تعطل عملية انتخاب الرئيس، وأهمها ثلاثة: الحالة الإقليمية التي يعرفها البطريرك الراعي جيدا ويدرك مدى خطورتها وانعكاسها على الداخل اللبناني، وعدم وجود إرادة وطنية لرفع الغبن الذي ألحقه اتفاق الطائف بالمسيحيين، وعدم وجود وعي لدى الكثير من المسيحيين بأن المسألة ليست مجرد إسقاط ورقة في صندوق الاقتراع لملء الفراغ في موقع الرئاسة، بقدر ما هي مسألة تصحيح خلل وعيوب في النظام اللبناني"، معتبرا ان "موقف البطريرك الراعي من الحركة التصحيحية التي يقودها رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون لإعادة وضع القطار المسيحي على سكته الصحيحة تتناقض بالصميم مع نداء بكركي الشهير الذي أطلقه مجلس المطارنة الموارنة في العام 2000 والذي طالب فيه بعودة المسيحيين الى السلطة من خلال انتخابات تحقق التمثيل الفعلي والمناصفة الحقيقية وتضع حدا لاستلحاقهم بركب الآخرين".

وشدد أسود، على ان "الدعوة لانتخاب رئيس دون إعادة النظر في الخلل الحاصل على مستوى الدور المسيحي، هي دعوة لاستمرار سرقة حقوق المسيحيين بفعل اتفاق الطائف الذي ما كان ليقر لولا خيانة بعض المسيحيين للمسيحيين لأنفسهم"، معتبرا ان "الخيانة المشار إليها تتكرر اليوم من خلال منع الرئيس القوي من الوصول الى سدة الرئاسة، ومنع السلطة التشريعية من إقرار قانون انتخاب يصحح التمثيل المسيحي ويعيد إنتاج المناصفة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين"، مشيرا الى ان "المطلوب من بكركي هو العودة الى ندائها في العام 2000 كحجر زاوية في إعادة بناء الدولة على قاعدة إصلاح النظام السياسي، ومكافحة الاعتداء على حقوق المسيحيين ودورهم والانتقاص من وجودهم على الخارطة السياسية وفي الوظيفة العامة، بدءا من رتبة مدير عام وصولا الى كاتب في قلم، والأهم هو الوقوف على مسافة واحدة من الفرقاء المسيحيين، وعدم البحث عن الضعفاء لإسناد المواقع السياسية الرئيسية إليهم، وعدم مناكفة الرئيس القوي".

وأكد أسود، ان "هناك محاولة مدروسة ومبرمجة للضغط على نواب تكتل التغيير والإصلاح لإجبارهم على انتخاب رئيس صوري، وذلك بالتزامن مع حملة مماثلة يقودها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وكل من يدور في فلكه كباحث عن رئيس ماروني ضعيف وعن تمديد الأزمة 6 سنوات جديدة يبقى فيها الدور المسيحي مكبلا ومرهونا لسياسة ورؤية وتطلعات الآخرين، خصوصا ان جنبلاط يستميت لإيصال رئيس "لا حول ولا قوة له" انطلاقا من تصنيفه الموارنة بـ"الجنس العاطل"، وتعاطيه معهم على انهم أتباع وليسوا أصحاب قرار"، لافتا الى ان "على "جنبلاط ان يكون مصدر ثقة ومصداقية لدى جمهور المقاومة وقيادتها، وان يكون ثابتا في مواقفه السيادية والوطنية كي يستطيع إقناع امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، بإنهاء "حزب الله" دعم العماد عون كمرشح رئاسي"، معتبرا ان "ما يتطلع إليه جنبلاط أصغر بكثير مما تتطلع إليه المقاومة في لبنان والمنطقة"، متمنيا عليه "إنزال حمل الانتخابات الرئاسية عن كتفيه وتركها لأهلها وناسها وللغيارى الحقيقيين على دور المسيحيين في لبنان والمشرق العربي".