العلاقات التي ينسجها النائب ​وليد جنبلاط​ وصلت الى مرحلة متقدمة جداً، وشعارالوسطية التي يرفعها هي اليوم في افضل احوالها، هكذا يصف مصدر مطلع، الحراك الوسطي الذي يقوم به وليد بيك. ويضيف المصدر بان هذه المرحلة هي افضل مما كانت عليه عندما قدم التعازي للوزير حسين الحاج حسن وصافح حينها السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، وهنا يطرح السؤال ما سبب توقيت الزيارة التي قام بها جنبلاط لامين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله بعد انقطاع دام 3 سنوات وعقبها باخرى لبري.

مصادر مقربة من النائب وليد جنبلاط اكدت، ان زيارته لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اتت نتيجة وعد اعطاه البيك لهيئة التنسيق النقابية، بلعب دور في سبيل حل هذه المعضلة، حيث طلب منه الدعوة لعقد جلسة لتمرير بعض القضايا وفي سياقها تحل قضية سلسلة الرتب والرواتب، بحيث تخفض قليلاً، لا سيما وان الرئيس فؤاد السنيورة غير مقتنع بما قدمه وزير المال علي حسن خليل، وهو اكد ان هذه الارقام تصح على الورق ولكنها مستحيلة التطبيق. واشارت المصادر الى ان السلسة كانت الموضوع الرئيس، وليس صحيحاً ما اشيع بانه طلب من السيد حسن نصر الله والرئيس بري ان يخرجا من تحالفهما مع الجنرال ميشال عون.

ولفتت المصادر الى ان اللقاء حصل اثر الزيارة التي قام بها جنبلاط لتعزية المعاون السياسي لامين عام «حزب الله» حسن خليل بوفاة والدته، حيث قال جنبلاط لخليل «كيف السيد بدنا نشوفو» فرد خليل ان ليس هناك اي اشكال، واستتبع الامر باتصال من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا الذي اكد ان السيد حسن على استعداد للقائه وهذا ما حصل، وان ما تم النقاش به هو ما يحصل من الموصل الى غزة.

وقالت المصادر ان القضايا الكبيرة هي محط اتفاق بين الرجلين، ولكن القضايا التفصيلية في السياسة اللبنانية لا يتحدثان عنها خصوصاً ان هناك تباين في بعض وجهات النظر، ولكن الاكيد ان جو اللقاء كان مريحاً، اضافة الى انه تم التداول في موضوع توقيف الشيخ حسام الصباغ، خصوصاً ان بعض الاصوات اطلقت اخيراً صفة المجاهد على الشيخ وتبين فيما بعد انه عنصر مهم في «القاعدة»، الامر الذي اثار هواجس البيك.

واشارت المصادر الى ان التواصل ايضاً مع «تيار المستقبل» انعكس اجواء ايجابية على الخطب في المساجد التي تميزت بالاعتدال، خصوصاً ان الرد على «داعش» يجب ان يأتي من بيئة سنية، واللافت ايضاً ان الشيخ محمد علي الجوزو المعروف بانه من صقور الائمة كان متفهماً للرسالة والقى خطبة مميزة اشار فيها الى ان تصرفات «داعش» لا تمت الى الاسلام بأية صلة.

واعتبرت ان جنبلاط اجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس سعد الحريري فور انتهاء لقائه بالسيد حسن عندما كان يهم بالصعود الى سيارته، لكنه لم يتوفق به، ولكن الرئيس الحريري عاد واتصل، وانه بعكس ما يقال فان لقاء جنبلاط نصر الله لم يثر حساسية لدى «تيار المستقبل» كما اشاع البعض.

واضاف المصدر ان الموضوع الرئاسي كان بالطبع مطروحاً، لا سيما وان النائب جنبلاط لا يدعي انه يدير هذا الملف بل هو جزء من هذه الحلقات المتواصلة وهو لم يسع الى ترتيب ملف الرئاسة ولا يريد ان يكون عراب الملف الرئاسي، بل هو ابدى حرصه على اجراء الانتخابات الرئاسية خصوصاً في هذا الوقت الذي يواجه المسيحيون تحديات كبيرة في المنطقة وهو اول المتمسكين بدور المسيحيين المتميز في هذه المنطقة وهي قناعة عبر عنها دائماً.

انطلاقاً من هنا يضيف المصدر فان انتخابات الرئاسة يجب ان تكون فوق كل اعتبارات تقاسم المغانم والمصالح الشخصية لان الظروف في المنطقة تقضي بضرورة وجود رئيس في لبنان كما عبر الرئيس تمام سلام حين قال انه الرئيس المسيحي الوحيد في المنطقة.