دخلت حكومة العدو برئاسة ​بنيامين نتانياهو​ نفقاً مظلماً، بعد استمرار الإخفاق في تحقيق أي من أهداف عدوانها على قطاع غزة.

فبعد 23 يوماً من العدوان لم ينجح الجيش »الإسرائيلي« الذي يعتبر أقوى جيش في المنطقة، ويمتلك أحدث الأسلحة من الترسانة الأميركية في منع استمرار إطلاق صواريخ المقاومة من قطاع غزة باتجاه العمق الصهيوني، ولا في النيل من منظومة القيادة والسيطرة للمقاومة ولا في تدمير الأنفاق الهجومية، وما حصل حالياً أنه وفي ظل اشتداد القصف الصهيوني، استمرت المقاومة بإطلاق الصواريخ وبالوتيرة نفسها، من دون تراجع في حين واصلت هجماتها عبر الأنفاق خلف خطوط العدو، إذ تمكنت من اقتحام الموقع العسكري في مستوطنة ناحال عوز وقتل عشرة جنود صهاينة وعودة رجال المقاومة عبر النفق إلى قواعدهم بسلام.

على أن الذي أحدث صدمة كبيرة لدى قيادة جيش الاحتلال والحكومة »الإسرائيلية« عرض المقاومة شريطاً مصوراً لكيفية اقتحام الموقع العسكري »الإسرائيلي« المحصن. ما مثّل ضربة موجعة لمعنويات الجنود »الإسرائيليين«، وكشف عدم صحة مزاعم البيانات العسكرية »الإسرائيلية« عن النجاح في تدمير الأنفاق الهجومية. وما زاد من حجم الصدمة والذهول لدى قادة العدو خروج قائد كتائب القسام محمد ضيف وهو المطلوب رقم واحد لـ«إسرائيل« في شريط مسجل، معلناً انتصار المقاومة وأن الجيش »الإسرائيلي« الذي لم يتمكن من تحقيق أهداف عبر سلاح الجو، لن يتمكن من ذلك عبر قواته البرية. رافضاً أي مساومة على شروط المقاومة لوقف النار، وأهمها وقف العدوان وفك الحصار.

الهجوم النوعي للمقاومة وخطاب محمد ضيف، وجها صفعة قوية لقيادة العدو، وعكسا قدرة المقاومة العسكرية على شنّ حرب العصابات من ناحية، وموقفها القوي في رفض أي اتفاق لوقف النار يسعى إليه العدو لا يحقق مطالبها من ناحية ثانية.

هذه التطورات أدت إلى جملة نتائج سلبية على كيان العدو أبرزها:

1 ـ تفجر الخلاف بين الحكومة «الإسرائيلية» والجيش «الإسرائيلي« على خلفية الإخفاق في الميدان العسكري، وارتفاع خسائر الجيش في مواجهة المقاومة التي فاجأت العدو بنوعية هجماتها وقدراتها. وبرز هذا الخلاف عبر توجيه ضباط «إسرائيليين» كبار انتقادات للمستوى السياسي بالمسؤولية عن بقاء الجيش في حالة المراوحة في المكان مطالبين باتخاذ القرار الحاسم «إما الدخول إلى غزة أو الخروج منها».

في المقابل فإن نتنياهو بدأ يتعرض لانتقادات حادة من داخل حكومته، لتوسيع نطاق الحرب في وقت يواجه ضغوطاً دولية متصاعدة لوقف النار.

2 ـ احتدام الخلاف بين واشنطن و«تل أبيب»، بعد أن رفضت الأخيرة خطة وزير الخارجية جون كيري، وكشف الأخير عن طلب رئيس الحكومة «الإسرائيلية» منه أكثر من مرة السعي إلى وقف إطلاق النار ومسارعة نتنياهو إلى نفي ذلك.

ويعكس ذلك مستوى التوتر الحاصل في العلاقة الأميركية ـ »الإسرائيلية» بسبب الانتقادات المتزايدة التي وجهها نتنياهو للإدارة الأميركية وعدم الإنصات إلى رأيها.

3 ـ ازدياد حالة الغضب وسط جنود الاحتلال المنتشرين على طول الجبهة مع قطاع غزة بسبب غياب التعليمات وعدم توافر أماكن محصنة لهم تحميهم من التعرض لقذائف الهاون التي تطلقها المقاومة والتي أدت أول من أمس إلى مقتل ستة جنود في أشكول.

ويبدو من الواضح أن هذه التناقضات العائدة إلى ارتباك الحكومة وإخفاق الجيش في مهمته، يزيد منها تزايد النقمة الدولية ضد المجازر الصهيونية التي ازدادت وتيرتها أمس انتقاماً من عمليات المقاومة.

لهذا فإن حكومة نتنياهو باتت في وضع لا تحسد عليه إن كان داخلياً أو خارجياً