يجب أن ننتبه إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يشير إلى أناس تستخدم التكفير في حياتهم، وأعطوا لأنفسهم أحقية الإيمان وأحقية محاسبة الناس على إيمانهم، أقول لهم، ما قال رسول الله: «صحيح أنه سيأتي في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان يقرأون القرآن لا يتجاوز تراقيهم أي حلوقهم يقولون بقول خير البرية أي يستدلون على منهجهم بالأحاديث والآيات ، يمرون على الدين كما يمر السهم من الرمية « أي يخرجون عن الدين بأنهم يعطون لأنفسهم الثقة ولغيرهم الكفر ، وهذا ما يحزننا اليوم ونرى إخوتنا في فلسطين والعراق ومصر وليبيا حيث يقتل المسلم مسلماً ويكفر المسلم مسلماً، لأنه لم ينتم لحزبه أو جماعته فأعلن كفره، فالاختلاف في المذاهب والطوائف والجماعات لا يعني الكفر، فما دام الرجل يقول: «لا إله إلا الله» دخل الجنة على رغم أنوف المكفرين، فإن رسول الله قال لأسامة يوم قتل رجلاً يحمل السيف ويقاتل المسلمين، واستطاع أسامة أن يضعه تحت سيفه فنادى الرجل «لا إله إلا الله»، فقتله أسامة فلما جاء الخبر لنبي الله قال له أقتلته يا أسامة وهو يقول «لا إله إلا الله»؟ فرد أسامة: «يا رسول الله قالها خوفاً من سيفي»، فقال رسول الله: «هلا شققت عن قلبه يا أسامة» هل دخلت إلى قلبه . فالإيمان بالقلب وصدقه العمل الصالح، وبناء عليه أقول لمن يقتلون في سورية في الرقة والجزيرة شباباً قاموا فصلّوا ركعتين ثم أعدموهم بتهمة الردة، أقول جزاؤكم عند الله أيها المكفرون الذين مرقتم من دينكم وخرجتم عن إسلامكم لأنكم قتلتم من قال «لا إله إلا الله» التي ستقف في وجوهكم يوم القيامة، وأنتم في نار جهنم إن لم تتوبوا عما اقترفت أياديكم، فلا يجوز قتل أي إنسان قال «لا إله إلا الله» حتى لو قالها خوفاً من القتل.

نحكم على إيمان الإنسان الظاهر والله يحاسبه يوم القيامة على قلبه، ولهذا أنصح من دخل من شبابنا في جماعات تزعم أنهم وحدهم المؤمنون ومن سواهم من الكفرة، أقول لهم لا لقد وقعتم في قول رسول الله «من كفر مسلماً فقد كفر»، وإنما أشهد أمام الله أن كل أهل الأرض مؤمنون بالله إلا من أعلن كفره، فأقول حجتك في كلمتك لا في حكمي عليك، فأنا لا أحكم عليك بالكفر بل بالإيمان كما قال رسول الله «كل مولود يولد على الفطرة أي على الإيمان ، فالإيمان هو الأساس والكفر طارئ.

فلنعد إلى الإيمان الذي هو الأصل فمهمتنا إعادة الناس لأصلها، لا أن نحكم على الناس بالكفر والقتل، فإن الله ما بعث الأنبياء إلا لإخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان، وليس لقتل البشر، فما من نبي قتل البشر فقط ليؤمنوا به أو برسالته، إنما قاتل الأنبياء من قاتلوهم من الكفار، أي جاء الكافر ليقاتل النبي فدافع النبي عن نفسه، وأما فما قاتل نبي الناس ليكرههم على الإيمان «أفأنت تكره الناس على أن يكونوا مؤمنين». لا إكراه في الدين فكل مكفر وقع في الإكراه لأنه يجبر الناس على فكرة.

أسأل الله أن يجعلنا من الذين يدعون إلى الإيمان لا إلى التكفير، وممن يحكمون على الناس بسلامة الإيمان وصفائه ونوره وغرس أنواره في القلوب، ولا نشر التكفير الذين هم أول البشر الذين غابت عقولهم وذهب النور من قلوبهم فأشاعوا الظلام في الكون بدل أن يشرق النور من أفواههم.