أشار الصحفي الألماني مارتن لوجين، في تقرير له من ​غزة​ الى أن "غزة هي الارض المنكوبة التي تعرضت للقصف الهمجي من الطيران الاسرائيلي الذي كان يقصف المنازل ويدمرها فوق رؤوس سكانها من دون أن يرف لهم جفن"، معتبرا انها "حرب ابادة من الدرجة الاولى. فالقصف متواصل لا يهدأ وأجساد الأطفال والكبار ترجف من الخوف منذ بداية القصف والعرق يتصبب منهم. بعد لحظات قليلة، يُسمع صوت صاروخ آخر يرجّ الأرض ويبعد مئات الأمتار عن المنزل. نتيجة لهذا الصاروخ، ظهر العديد من النساء والأطفال مباشرة على التلفزيون وهم يعانون من حروق وجروح بالغة نُقلوا على الفور إلى مستشفى الشفاء في قطع غزة".

وتابع لوجين في تقريره الذي تلقته منظمة التحالف الدولي لمكافحة الافلات من العقاب "حقوق"، أن "كانت هذه الليلة الأعنف من حيث القصف منذ بداية الحرب الاسرائيلية على غزة وحتى الأعنف مقارنة بالحروب الثلاثة الأخيرة على غزة منذ العام 2008. إن الجميع مصاب بحالة من الهلع، لا أحد يغمض له جفن في كامل القطاع، الجميع خائف على حياته، الجميع ينتظر اللحظة القادمة، الجميع خائف على أقاربه وأصدقائه. في الصباح التالي، كما كلّ صباح في غزة، يبدأ السكان بتعداد الضحايا".

وصوّر الكاتب في تقريره الأحداث الجارية في غزة بين الاثنين الساعة الخامسة عصراً والثلثاء الساعة الخامسة صباحاً الواقه فيه 29 تموز 2014.

فسرد: "تسبح لعبة بندقية في بحيرة من الدم. في بحيرة دم أخرى يوجد زوج حذاء لأحد الأولاد الثمانية الذين كانوا ما يزالون على قيد الحياة قبل بضع دقائق. كانوا للتو يلعبون كرة القدم أو "ألقطني اذا كنت تستطيع". الدم يسيل عبر مجرى الماء الصغير على الطريق. تساقطت أوراق الأشجار، ها هي تمتدّ على الطريق، وعلى أسقف السيارات المحطّمة، وفي بحيرات الدم.

لقد جُرح على الأقل 40 شخصاً إضافيين، بعضهم حالتهم حرجة. إن موقع الانفجار مرعب حيث الأشلاء البشرية ملصقة على جدران المباني المجاورة.

مشاهد طبيعية تجري في عزة خلال هذه الأيام. بعد ساعات قليلة، يُسمع أصوات طائرات الـ"أف 16" في سماء غزة فتضرب صاروخاً كل 30 ثانية. وتستمر إسرائيل بهجومها البربري عن طريق البري والبحري والجوي الذي يضع سكان غزة في حالة مستمرة من الخوف تستعرض اسرائيل وتجرب اكثر الأسلحة تطوراً في العالم. وأنا أكتب هذه السطور أجلس في منزل احدى العائلات المسلمة في وسط قطاع غزة، أستطيع أن أسمع صراخ الاطفال المتواصل، وأصوات بكاء الاولاد المرتعبة في حضن أمهاتهم. ها هو القصف يبدأ عند الساعة 11:30 ليلاً بحسب التوقيت المحلي لغزة بالهجمات الجوية العنيفة على مخيّم اللاجئن في البريج في المنطقة الوسطى لقطاع غزة. نحن تحت القصف المتواصل منذ الساعة الواحدة صباحاً. في هذه المدينة الصغيرة التي تضم أكثر من 1,8 مليون نسمة وهي المنطقة ذات الكثافة السكانية الأعلى على الكرة الأرضية نظراً لمساحتها، نجلس أنا وأصدقائي في غرفة الجلوس نسمع أصوات الصواريخ تضرب باتّجاهنا. بعد الجلوس لفترة ساعات من الزمن، لم أعد أستطيع التحمّل أكثر فهممت بالنهوض وخرجت الى الشرفة، لم أستطِع التعرّف على شوارع قطاع غزة التي أصبحت مألوفة بالنسبة لي".