رأى الأمين العام السابق لـ"حزب الله" الشيخ ​صبحي الطفيلي​، ان "اغلب حملة السلاح في تنظيم دولة العراق والشام "داعش" يعتقدون ان ما يقومون به جهاد ودفاع عن الدين الحنيف وإن كان واقعه هدما، لأن كل نشاطات هذا التنظيم في سوريا كانت خدمة للنظام هناك وضررا للشعب السوري"، معتبرا انه "في العراق كان المتضرر الأكبر من نشاطات هذا التنظيم، هو المعارضة العراقية والمناطق السنية التي ينتشر فيها، حيث جعلت هذه المناطق بين خيارين لا ثالث لهما، التسليم بواقع الدولة العراقية والقبول بها كما هي، او تحمل عقلية التكفيريين الضيقة ونشاطاتهم المجنونة".

وأكد الطفيلي في حديث لصحيفة "الانباء" الكويتية، انه "رغم كل الشعارات التي ترفع عن الوحدة الاسلامية وجمع الكلمة ولم الشمل ومحاربة التفرقة والابتعاد عن المذهبيات الفاسدة المخالفة للشرع الشريف، نجد الكثير من الدول ومنها النظام الايراني الحالي ينبشون كل سخافات الماضين واساليبهم في تحريض اتباعهم على قتال اتباع المذاهب الاخرى وهم يعرفون بل يعلنون ان هذا القتال يخدم اعداء الاسلام والمسلمين"، معتبرا ان "نظام طهران شريك اساسي في الفتنة السنية ـ الشيعية التي تضرب المنطقة من لبنان حتى العراق واليمن، لكنه ليس المسؤول الوحيد فهناك اطراف اخرى لها قسطها الوافر من المسؤولية".

ولفت الطفيلي، الى انه "اذا خلي الشيعة في لبنان وشأنهم وعلى رأسهم قيادة حزب الله، لما اختاروا المشاركة في القتال في سورية، وهذا كان رأيهم قبل وصول اوامر طهران بالمشاركة في القتال دفاعا عن النظام السوري، لكن بين خيارات مصلحة النظام في طهران وبين مستقبل الشيعة في لبنان، حتما سيختار النظام مصالحه كما تفعل انظمة الحكم في عالمنا الفاسد".

وأوضح انه "كان باستطاعة حزب الله بعد خروج السوريين من لبنان عام 2005 ان يبني لبنان الدولة والمؤسسات، وأن يجمع اللبنانيين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم بحكم مصداقيته في تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، وقوته الشعبية الكبيرة، وثقله المعنوي والعسكري"، مشيرا الى انه "ليس لدينا رئيس للبلاد ولا مجلس نيابي ولا حكومة فاعلة، والقادم أعظم، وفوق هذا وذاك ذهب الحزب الى سورية للدفاع عن نظام عرف انه افسد انظمة المنطقة وأكثرها بطشا، وبات اليوم جزءا اساسيا من فتنة مذهبية، يشاركه فيها اطراف آخرون، تنحر أمة الاسلام وتخدم الصهاينة وقوى الشر الدولي".

واعتبر ان "القيادة الايرانية ترى في ضعف وتمزق شعوب المنطقة من حولها منعة وقوة لها، وترى ان قيام دولة حقيقية في لبنان ذات قرار وقدرة، سيحول دون امكانية استخدامها لحزب الله وسلاحه في حروبها سواء في سورية او غيرها، وهو ما لا ترغب فيه هذه القيادة، لهذا ان عدم قيام دولة مركزية في لبنان، وتفكك المؤسسات العامة، مصلحة ايرانية حيوية، وأي طرح لا ينسجم مع هذا المشروع لن يكون جزءا من مشروع حزب الله".